كان بعض القرّاء يقرأ : (لتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وإلاهتك) (١).
وفي شمال حريضة إلى الشّرق : بئر عميقة ، ينزل إليها بدرج طويلة ، كلّ درجة منها في طول قامة الإنسان ، مشهورة ببير غمدان ، يتعالم الخلف عن السّلف بكثرة كنوزها وذهبانها ، ولهم عنها أخبار كثيرة ، يقصدها السّيّاح ، غير أنّهم متى نصفوها .. انطفأت عليهم النّار الّتي يجرّبون بها .. فينثنون ؛ لأنّ ما تنطفىء به النّار .. تفيض به الرّوح ، ولكنّ بعضهم يفكّر في تغطية وجهه بغطاء سميك يمكن معه التّنفّس في أنابيب تبقى على رأسه.
وتلك البئر في قارة إلى جانب الجبل المسمّى غمدان ، وهو في شرقيّها إلى جهة الشّمال ، وفيه آثار حصن بالية.
ومن أعمال عمد : لحروم ، وقد مرّ في جردان عن «القاموس» : (أنّ الصّدف ولد حريما ويدعى بالأحروم) .. فلا شكّ أنّ هذه البلاد على اسمه.
وفيها جامع ، وسكّانها من آل العطّاس ، ومنهم الآن : صالح بن محمّد العطّاس ، رجل شهم جزل الرّأي ، كبير الهمّة ، كثير الإقدام وهو الآن بجاوة. وفيها ناس من آل باعشر وغيرهم.
وبعدها : عندل (٢) ، قال ابن الحائك في «صفة جزيرة العرب» [١٦٧] : (هي مدينة عظيمة للصّدف ، وكان امرؤ القيس بن حجر زارهم فيها ، وفيها يقول : [من الطّويل] :
كأنّي لم ألهو بدمّون ليلة |
|
ولم أشهد الغارات في بطن عندل) اه |
وفيها جامع ومنزل للضّيف على صدقات الحبوظيّ. وسكّانها آل باجابر ، ومنصبهم الآن : الشّيخ أحمد بن عمر باجابر.
__________________
(١) أي : عبادتك ، لأن من معاني الإلاهة العبادة.
(٢) عندل : بلدة تاريخيّة قديمة ، لا تزال عامرة إلى اليوم ، وبها سدّ أثريّ قديم ، أعيد بناؤه أخيرا ، وتنتج أرضها التّمور والأعلاف.