قال : لا ، بل كنت أقوم له وأجلسه في مكاني ، قال : فهكذا ينبغي أن يكون السّاعة ، فطاب قلبه ، وأذن لهم) اه (١)
ولكنّ فقهاءنا مصرّحون بكراهة الإيثار في القرب كالإيثار بماء الطّهارة ، ولا بستر العورة ، ولا بالصّفّ الأوّل ؛ فإن أدّى إلى ترك واجب .. فحرام ، أو إلى ترك سنّة أو ارتكاب مكروه .. فمكروه ، أو خلاف الأولى .. فخلاف الأولى. قاله السّيوطي.
ولسيّدنا العلّامة أبي بكر بن شهاب قصيدة غرّاء في مديحه (٢) ، وقد بلغني عنه أنّه يقول : (لو لا أنّني رأيت ثلاثة ، وهم : محسن بن علويّ السّقّاف ، وأحمد بن محمّد المحضار ، وعيدروس بن عمر الحبشيّ .. لما صدّقت ما يروى من مقامات الأسلاف ، وما لهم من فرط المجاهدات في صنوف العبادات).
وكان ابنه حامد على طرف من العلم ، ومع ذلك فهو صدر الصّدور ، وفحل الفحول ، لا يخور في جواب ، وليس لأحد معه كلام ، مع بعد عن التّكلّف وسير بسوق الطّبيعة ، وجود بالموجود ، وبياض سريرة ، وصراحة تامّة ، وشهامة ظاهرة ، وهو الّذي يقوم بأمور أبيه ، توفّي بالقويرة في سنة (١٣١٨ ه) عن عدّة أولاد ، منهم :
الفاضل الماجد حسين بن حامد (٣) ، وهو أشهر من أن يذكر ، وله في «الأصل» ذكر كثير ، توفّي بالمكلّا آخر سنة (١٣٤٥ ه) ، وكان يعاونه في أيّام وزارته : أخوه عبد الرّحمن ، وهو رجل متين الدّين ، شريف النّفس ، مأمون الغائلة ، مستوي السّر والعلانية ، مشكور السّعي.
وكثيرا ما يعاونه ابن أخيه عليّ بن حسن بن حامد المحضار ، وهو فاضل رقيق القلب ، غزير الدّموع ، كثير الخشوع.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (١٨ / ٢٨٧).
(٢) امتدحه بها سنة (١٢٩٤ ه) ، ومطلعها :
خليليّ رفقا فالهوادي وكورها |
|
أضرّ بها إدلاجها وبكورها |
رويدا فهذا حيّ سلمى وتلكما |
|
مضاربها ذات اليمين ودورها |
(٣) أفرده بالتّرجمة حفيده السّيّد العلّامة حامد بن أبي بكر بن حسين وكتابه مطبوع.