وجماعة من آل باعثمان ، منهم : العلّامة الشّيخ عمر باعثمان الّذي كان موجودا في سنة (١٣٢٠ ه) ، وقد استقدمه السّلطان عوض سنتئذ محمولا على الأعناق لشيخوخته ، وكان الغرض من استقدامه أن تكون فتواه الفاصلة فيما بين السّلطان عوض وأبناء أخيه عبد الله ، وكلّ ذلك مفصّل ب «الأصل» (١).
وقد سبق في الرّشيد أنّ السّيّد عبد الله بن عبد الرّحمن الحبشيّ انتقل منها إلى رحاب ، وبها توفّي سنة (١٣٢٠ ه) ، وهو والد السّيّد علويّ صاحب النّكات والنّوادر ، ومنها : أنّ رجلا أوصى بثلاث مئة دينار في سبيل الخير ، فتأثّم ولده أن يفرّقها ، وأشكل عليه الأمر ، فدفعها إلى أحد القضاة ، بشرط أن يضعها في موضعها ، فلم يكن من القاضي إلّا أن أعطى بنته مئة ، وزوجته مئة ، وبقيت مئة ، فلمّا حضر عشاؤه .. أدنى وعاءه للهرّة ، فاختطفت قطعة اللّحم ، فأمسكها وقال لها : أمّا لحمي .. فلا سبيل إليه ، ولكن عندي مئة دينار للصّدقة وأنت من مستحقّيها ، فإن أردت أن تشتري بها اللّحم .. كان لك ذلك. ثمّ ضغط على أذنها فماوت (٢) ، فقال لها : وأنا بعت عليك ، فذهبت باللّحم ، وذهب هو بالدّنانير.
ومن سكّان هدون : آل باشيخ ، ومنهم : العلّامة الجليل ، التّقيّ الورع الشّيخ عبد الرّحمن بن أحمد باشيخ ، تولّى القضاء بالمكلّا ودوعن ، ومات حوالي سنة (١٣٤٢ ه) (٣).
وفي حوادث سنة (٦٠٥) من «تاريخ باشراحيل» : (أنّ آل عندل هجموا على آل باشيخ ، فقتلوا عبد الله بن أحمد ، وأخرجوا باقيهم إلى شبام ، وكان عبد الملك بن أحمد في شبام).
__________________
(١) آل باعثمان هؤلاء الغالب أنهم من آل العمودي ، على عادة أهل دوعن في إطلاق (با) على الأب أو الجد ، وفيهم علماء أعلام.
(٢) ماوت : أصدرت صوت المواء.
(٣) الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن عمر باشيخ الدوعني الهدوني ، ترجم له صاحب «الشامل» (١٥٥ ـ ١٥٩).