التّاريخ الّذي أخذه باصرّة ولم يردّه ، توفّي بعد الثّلاث مئة وألف.
ومنها : صاحبنا الفاضل ، الشّيخ عبد الله بن سعيد باجنيد ، طلب العلم بمكّة ، وولي قضاء دوعن والمكلّا عدّة مرّات ، ودرّس مدّة طويلة بمسيلة آل شيخ ، وكان في سنة (١٣٢٥ ه) بحوطة آل أحمد بن زين الحبشيّ يدرّس بها ، وله باع في الفقه ، وبضاعته مزجاة في النّحو ، ومع ذلك فقد درّس فيه بالحوطة ، وكان ليّن العريكة ، سهل الجانب ، عذب الرّوح ، دمث الأخلاق ، واسع الصّدر ، توفّي بالجحي سنة (١٣٥٩ ه) ، وله ولد اسمه محمّد ، تولّى القضاء بالمكلّا ، وكان طلب العلم بمصر ، ثمّ فصل عن قضاء المكلّا وجعل من أعضاء الاستئناف بها.
وآل باجنيد منتشرون في رحاب وهدون والجحي والمكلّا وعدن والحجاز ، ومثراهم بالخريبة ، حتّى لقد روي عن الحبيب حامد بن أحمد المحضار أنّه قال : دخلت الخريبة .. فإذا عالمها : باجنيد ، وقاضيها : باجنيد ، وتاجرها : باجنيد ، ودلّالها : باجنيد ، وقصّابها : باجنيد ، ونجّارها : باجنيد ، وسائر أعمالها بأيدي آل باجنيد.
وكانت الخريبة أولى بأخبارهم ، ولكنّها تدحرجت علينا إلى هنا ، ومنهم اليوم بعدن الشّابّ الغيور عبد الله بن سعيد بن بو بكر بن عبد الباسط ، له دين متين ، واهتمام بأمر المسلمين ، وأخوه المكرّم محمّد ، وابن عمّهم الشّيخ عبد القادر ، والشّيخ جنيد بن محمّد ، وكلّهم طيّبون مشكورون.
ومنهم : العلّامة الجليل الشّيخ عمر بن أبي بكر باجنيد ، الغني باسمه عن كلّ تعريف وهو أحد أكابر علماء مكّة المشرّفة ، بل إليه انتهت رئاسة الشّافعيّة بها بعد شيخه العلّامة الشّيخ محمّد سعيد بابصيل ـ وقد أخذنا عن الاثنين ـ توفّي الشّيخ عمر بمكّة المكرّمة سنة (١٣٥٤ ه) ، وقد سبق في الخريبة عن الحبيب أحمد بن محمّد المحضار ما يصرّح برجوع نسبهم إلى مضر.
ومن النّوادر : أنّ الشّيخ سعيد بن بو بكر باجنيد عمل للفاضل السّيّد حسين بن حامد المحضار ضيافة بداره في الخريبة سنة (١٣٣٧ ه) ، وما كاد يستقرّ به المجلس