واسع حتّى إنّ السّلطان أطلق يده في تحف القصر ، فكان في جملة ما أخذ : ستّة صحون من الذّهب مرصّعة بالجواهر ، قوّمت في تركته باثني عشر ألف جنيه.
وبإثر رجوعه إلى المدينة .. أمر السلطان عبد المجيد بزيادته المعروفة في الحرم الشّريف ، فكانت النّفقة على يد السّيّد صافي ، فابتنى له عدّة قصور شاهقة ، وتأثّل أموالا طائلة كان بها أغنى أهل المدينة ، إلّا أنّ الأيّام تذكّره بما كان فيه أوّلا ، فلم تنبسط يده في معروف ، ثمّ لم يحمد المآل بينه وبين وليّ نعمته السّيّد عبد الرّحيم ، فأبعده السّلطان عبد المجيد عن المدينة ، ثمّ لم يقدر على الرّجوع إلّا بعد انحلال دولة السّلطان عبد المجيد بعد أن خرّف وذهب أكثر شعوره ، وبها مات عن مئة وعشرين عاما.
وفيها جماعة من أعقاب السّيّد عقيل ابن سيّدنا عبد الرّحمن السّقّاف ، منهم : عقيل بن أبي بكر.
ومن حوفة : آل باحبيشي ، نجعوا إلى أسمرة ، ومن ذرّيّتهم بها الآن أحمد وعمر وسعيد وسالم بنو عبيد باحبيشي ، لهم تجارة واسعة ، وثروة طائلة ، ومآثر كريمة ، منها : مكتبة بنوها إلى جانب جامع أسمرة ، جمعوا لها نفائس الكتب وأعزّ دواوين الإسلام ، ومن محاسنهم إجراء عين ماء إلى حوفة ... إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق وجلائل الأعمال ، ولكبيرهم أحمد شجاعة وصرامة وشهامة ، وبعد عن الذّلّ واحتمال الضّيم ، ولسالم تعلّق بالصّحف والأخبار إلى تواضع عند الجميع.
وفي حوفة جماعة من آل باضريس ، يتّفقون بالنّسب مع أهل الغرفة ؛ منهم الشّيخ أحمد بن عمر بن عبد الله بن عليّ باضريس ، كريم الخيم ، نقيّ الأديم ، طاهر السّيرة ، أبيض السّريرة ، نجع إلى مكّة المشرّفة من نحو سبع وأربعين عاما ، يحترف بالتّجارة ، ومع ذلك .. فقلّما فاتته فريضة في المسجد الحرام ، وعليه كان نزولي في سنة (١٣٥٤ ه) ، فبالغ في راحتي ، وسهر على خدمتي حتّى كأنّني في أهلي ، فأسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجازيه عنّي بأفضل الجزاء وأن يتقبّل ذلك منه بفضله وجوده.
وفي حوفة كثير من آل باعيسى العموديّين ، وهي مقرّ آل بلّحمر ، ومنهم : المقدّم الحاليّ سعيد بن عمر بلّحمر ، صاحب الرّئاسة العامّة على جميع سيبان ، وقد فصّلنا