ويكنى باسمه عن فضل علم |
|
وكلّ اسم كنايته فلان (١) |
فهو الخطيب المصقع (٢) ، والفقيه المحقّق ، والمحدّث النّقّاد ، وله في التّفسير الفهم الوقّاد ، ومؤلّفاته شاهدة وآثاره ناطقة (٣) ، ولم أعرف مبلغ معرفته بالفقه ، إلّا أنّه اختلف من نحو ثلاثين عاما هو والقاضي الشّيخ عبد الله سعيد باجنيد في مسألة في الشّفعة ، وكتب في ذلك رسالة أسهب فيها حتّى انتهى إلى الثّناء على السّيّد الفاضل حسن بن عبد الله الكاف ، ولمّا رفع إليّ كلام الاثنين للنّظر أظنّني ـ والعهد بعيد ـ رجّحت كلام القاضي ، فرأيت منه جفوة من حينئذ ما كان له أن يتحمّلها ؛ إذ لم يزل العلماء بين رادّ ومردود عليه ، لكنّ الإنصاف عزيز ، ولهذا لم أعامله بمثلها كما يعرف النّاس ، وإن انضمّ إلى ذلك اختلاف الآراء بشأن الرّابطة حسبما فصّل ب «الأصل».
وكان على الإفتاء في بلاد جهور من ناحية الملايا ، ثمّ انفصل في أيّام الحرب المشؤومة اليابانيّة.
وسبب كونهم بقيدون ما أخبرني به قاضي الحوطة الأسبق الفاضل السّيّد عبد الله بن حسين بن عبد الله الحبشيّ : أنّ جدّه لأمّه شفاء وهو السّيّد عبد الله بن طه بن عبد الله بن طه بن عمر بن علويّ الحدّاد ـ السّابق ذكر تردّده إلى هناك ـ حمل معه ابنه طاهرا ، فتزوّج على الشّريفة شفاء بنت عيسى أخت الحبيب عبد الرّحمن بن عيسى الحبشيّ ، وأولدها عبد الله في سنة (١٢٩٦ ه) ، وعلويّا في سنة (١٣٠١ ه) ، وفي نفاسها به مرّ عليه في قيدون عمّه جعفر بن طه ـ الآتي ذكره في الحاوي ـ وقال له : لماذا تجلس بقيدون تضع الأولاد؟! فتعال معي إلى جاوة ، ففعل ، ومات بعد
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو لأبي العلاء المعريّ في «سقط الزّند» (٧٠) ، باختلاف بسيط.
(٢) الخطيب المصقع : البليغ الماهر.
(٣) ومن مؤلفاته رحمه الله : «عقود الألماس» و «المدخل إلى تاريخ الإسلام في الشرق الأقصى» ، مطبوع ، و «القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل» ، في مجلدين كبيرين ، و «الكلمات الجامعة في تفسير سورة الواقعة» ، و «دروس السيرة النبوية» ، و «إعانة الناهض في علم الفرائض» ، و «الفوائد اللؤلؤية في القواعد النحوية» ، ومؤلفاته تزيد على الستين.