قلبي من مكانه ، فطربت لذلك ، وأمرتهم بالاكتتاب له ، فقالوا : إنّه يشرب الخمر! فقلت لهم : إنّ من أدرج كتاب الله بين جنبيه ، وحبّره هذا التّحبير .. لجدير أن لا يموت إلّا على حسن الختام ، وذكرت الحديث ، فاكتتبوا له على قدر هممهم بنحو من ثلاث مئة ربيّة.
والثّالث : قول النّجاشيّ الحارثيّ يهجو أهل الكوفة [من البسيط] :
إذا سقى الله قوما صوب غادية |
|
فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا |
التّاركين على طهر نساءهم |
|
والنّاكحين بشطّي دجلة البقرا |
والسّارقين إذا ما جنّ ليلهم |
|
والدّارسين إذا ما أصبحوا السّورا |
ألق العداوة والبغضاء بينهم |
|
حتّى يكونوا لمن عاداهم جزرا |
وما إخاله في ذلك بارّا ولا راشدا ، وكيف يصدق وقد بلغ به الفسوق إلى انتهاك حرمة رمضان بالسّكر في أوّل يوم منه ، فحدّه مولانا عليّ بن أبي طالب وزاده عشرين فانسلّ إلى معاوية مع أحد نهد في خبر طويل ذكره شارح «النّهج».
وقد قال سفيان بن عيينة : (خذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة).
ومن النّوادر : ما أخبرني به منصب المشهد السيّد أحمد بن حسين : أنّ العبيد بدوعن ـ وفيهم كثرة لذلك العهد ـ يجتمعون ويتبعهم العتقاء لزيارة الشّيخ سعيد بن عيسى في آخر جمعة من رجب ، ويدخلون والخطيب في خطبته بطبولهم ومزاميرهم ، فقام لهم مرّة أحد آل العموديّ فكسرها عليهم ، وهمّوا بقتله لكنّهم احترموه لأنّ خاله الشّيخ عمر بن عبد القادر العلّامة المشهور الشّبيه الحال بالشّيخ بامخرمة ، ولكنّهم أجمعوا على الجلاء واجتمعوا بالسّويدا ـ وهي نخيل قيدون ـ فقال بعضهم : إنّ بالسّويدا رجالا.
وبينا هم معسكرون هناك للرّحيل بقضّهم وقضيضهم ـ وقد عجز أهل دوعن عن صدّهم ، مع أنّ أكثر أعمالهم وخدمهم متوقّفة عليهم ـ .. إذ جاء العلّامة السّيّد عليّ بن حسن العطّاس فسار إليهم ـ ومعه الشّيخ عمر بن عبد القادر العموديّ ـ وأعطاهم البنّ