وفيه أيضا [خ ٣٧٩١] أنّ رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ؛ خيّر دور الأنصار فجعلنا آخرا ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : «أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار».
ولغة هذيل ضمّ ضاد حضرموت (١).
قال الهمدانيّ : (وحضرموت هي جزء اليمن الأصغر ، نسبت إلى حضرموت بن حمير الأصغر ، فغلب عليها اسم ساكنها ، كما قيل : خيوان ونجران ، والمعنى : بلد حضرموت ، وبلد خيوان ، ووادي نجران ؛ لأنّ هؤلاء رجال نسبت إليهم هذه المواضع) اه (٢)
وقيل في تسميتها غير ذلك.
وهي المنطقة الحارّة على بعد أربع عشرة أو خمس عشرة درجة من خطّ الاستواء ، هواؤها على مقربة من الاعتدال ، وقد يشتدّ الحرّ والبرد فيها ، والغالب أن لا تطول مدّة تلك الشّدّة ، وربّما امتدّ الحرّ من نيسان إلى تشرين الثّاني ، والبرد إلى آذار ، وكثيرا ما يحرق الزّروع وبعض الأشجار ، وعن الشّيخ المؤرّخ سالم بن حميد : أنّ البرد اشتدّ مرّة بحضرموت ، وأحرق في نجم الإكليل ، وهو شيء مخالف للعادة.
وحرّ حضرموت في الأزمنة المتأخّرة أشدّ وأطول من بردها ، وفي مروحة الأستاذ عبد الله بن علويّ الحدّاد [من الوافر] :
ومروحة تذود الحرّ عنّا |
|
ثلاثة أشهر لا بدّ منها |
حزيران وتمّوز وآب |
|
وفي أيلول يغني الله عنها |
وقد سبق أنّه قد لا يغني الله عنها في أيلول ومدخل حزيران في نحو الثّالث عشر من يوليه ، والتّاسع من نجم القلب.
وحضرموت مظنّة الكنوز والمعادن ، والكتابات بالمسند الحميريّ موجودة بكثرة على حجارة أطلالها من البلدان القديمة ، وفي (ص ١٢٢ ج ٦) من «الحديقة» :
__________________
(١) تقدّم أن لغة هذيل ضم ميم حضرموت لا ضادها. وانظر «معجم ما استعجم» (١ / ٤٥٥).
(٢) صفة جزيرة العرب (١٦٥ ـ ١٦٦).