والمصطلق وطوائف من العرب يبقون بها إلى هلال الحجّة فيأتون ذا المجاز ـ وهو قريب من عكاظ ـ فيقوم سوقه إلى التّروية فيصيرون إلى منى.
وتقوم سوق نطاه بخيبر ، وسوق حجر ـ بفتح المهملة وسكون الجيم ـ يوم عاشوراء إلى آخر المحرّم) اه
وقريب منه في (ص ٢٧٥ ج ٢) من «خزانة الأدب» وفي الّتي قبلها منها : أنّ أوّل ما ترك من أسواق العرب سوق عكاظ ، ترك في زمن الخوارج سنة (١٢٥ ه) ، وآخر ما ترك منها سوق جاشة في زمن عيسى بن موسى العبّاسيّ سنة (١٩٧ ه).
وممّا يتأكّد به عدم النّصف والأمان في ذلك المكان : ما أخرجه البخاريّ ، وأحمد ، والتّرمذيّ ، وأبو داود : عن خبّاب بن الأرتّ مرفوعا : «ليتمّنّ الله هذا الأمر حتّى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلّا الله والذّئب على غنمه» (١) ؛ لأنّ القوافل كانت تجيء لسوق الرّابية من صنعاء فتلاقي عناء من الخوف وخسارة من الخفارة ، ولو لم تكن أشدّ الطّرق خوفا .. لما كان أمنها إعجازا.
وحوالي قعوضة مكان يقال له : الرّابية أيضا ، قيل : إنّ السّوق إنّما كان فيه ، وإنّما بنيت قعوضة من أجله. والله أعلم.
ووادي العين من أطول أودية حضرموت ، من أعلاه ـ وهو شرج الشّريف ـ إلى السّفيل مسافة يوم للماشي.
ومن شرج الشّريف إلى أقصاه الجنوبيّ مسافة يوم كذلك للرّاجل ، إلّا أنّه يضيق وتنتهي المحارث.
وفي أعلاه عين ماء نضّاخة ، عليها نخيل تسقيها إلى مسافة ستّة أميال تقريبا ، ثمّ تغور في الأرض ، ولكن متى جاءت السّيول .. مدّت باللّيل إلى مسافة طويلة ، وتجزر بالنّهار ، ومن انحطّ عن مائها الدّائم المعتاد .. يحمي نخله عن مائها ؛ لأنّه
__________________
(١) الحديث أخرجه البخاريّ (٦٥٤٤) ، وهو بنحوه عند الإمام أحمد (٥ / ١٠٩) ، وأبي داود (٢٦٤٩).