وبين البويرقات وغورب مكان لا جمعة فيه ، يقال له : الرّابية ، كانت تقيم فيه العرب سوقا.
قال اليعقوبيّ : (يقوم سوق صحار (١) في أوّل يوم من رجب ، ثمّ يرتحلون إلى دما ، وهي من بلاد عمان كما في (ص ٤٤٨) من آخر أجزاء «معجم البلدان» وغيرها.
ثمّ : سوق مهرة ؛ وهو سوق الشّحر ، يقوم تحت ظلّ الجبل الّذي عليه قبر هود عليه السّلام ، ولم تكن بها خفارة ، كانت المهرة تقوم بحفظها. ثمّ : سوق عدن أوّل يوم من رمضان. ثمّ : سوق صنعاء في النّصف من رمضان. ثمّ : سوق الرّابية بحضرموت ، ولا وصول إليها إلّا بخفارة ؛ لأنّها لم تكن أرضا مملّكة ، بل كان كلّ من عزّ بها .. بزّ ، وكانت كندة تخفر فيها ، ثمّ يقوم بعدها سوق عكاظ) اه
وقد ذكرت ما يتعلّق به في «الأصل» ، وقوله : (من عزّ .. بزّ) (٢) من الأمثال الّتي أرسلها عبيد بن الأبرص لمّا قدّمه المنذر اللّخميّ في يوم بؤسه للقتل.
وأبسط ما رأيت الكلام عن أسواق حضرموت بكتاب «الأمكنة والأزمنة» لأبي عليّ المرزوقيّ ، وهو مطبوع بدائرة المعارف الدّكنيّة ، وقد ذكر سوق الرّابية هذا.
ثمّ رأيت قول صاحب «قبائل العرب» : (تقوم سوق دومة الجندل أوّل يوم من ربيع الأوّل إلى النّصف منه. وتقوم سوق المشقر من أوّل يوم من جمادى الآخرة. ثمّ تقوم سوق صحار خمسة أيّام لعشر يمضين من رجب. ثمّ سوق الشّحر في النّصف من شعبان. ثمّ سوق صنعاء في النّصف من شهر رمضان إلى آخره. ثمّ سوق حضرموت في النّصف من ذي القعدة.
وتقوم سوق عكاظ بأعلى نجد قريبا من عرفات في نصف القعدة أيضا إلى آخرها ، وهو أعظم أسواق العرب ، تأتيها قريش وهوازن وغطفان وسليم والأحابيش وعقيل
__________________
(١) صحار : بلدة عامرة الآن بسلطنة عمان.
(٢) من عزّ .. بزّ ؛ أي : من غلب .. سلب.