هؤلاء أصلح لهم ، وأسلم من الفتنة والاغترار ، وأسلم لك من الوقوع في النّهي ..) اه
وقوله : يا سالم موافق لما في «مقال النّاصحين» تأليف الشّيخ محمّد بن عمر باجمال ، أنّ اسم الشّوّاف سالم ، لكنّ الّذي في (ص ٥٨ ج ٢) من «المشرع» أنّ اسمه : سعيد بن سالم ، كما قدمنا.
ويحتمل أنّ باهرمز قال له : يا بن سالم ، فسقطت (ابن).
وفي سنة (٩٠٩ ه) حدثت معارك بين السّلطان عبد الله بن جعفر والد بدر بوطويرق وبين والي هينن (١) ، وهو من الظّلفان النّهديّين ، فتوسّط الشّيخ عبد الرّحمن الأخضر للإصلاح ، فلم يقبل له السّلطان كلاما ؛ لأنّ ذنب الظّلفان إليه كبير ؛ إذ كانوا هم الّذين قاموا على قتل أبيه في بور سنة (٩٠٥ ه) ، ولم تطل بعدها مدّة السّلطان (٢) ، فعدّها هواة الكرامات من جملة ما كان منها للشّيخ الأخضر ، أمّا الشيخ الأخضر .. فقد أظهر المساءة لمّا انتهى إليه موت السّلطان وقال يرثيه :
رحمة الله على من مات في حصن سمعون |
|
رحمة واسعه فالعفو مرجو ومسهون (٣) |
وسمعون هي : الشّحر كما سبق فيها. وما أدري ، أرثاه عن صحيح محبّة ، أم أراد أن يبرىء الموقف عن الشّماتة ليحفظ خطّ الرّجعة مع أسرته؟
وفي سنة (٧٩٥ ه) بني جامع هينن جميعه (٤) ، ولا شكّ أنّ هذه العمارة كانت تجديدا ، وإلّا .. فهي ذات جمعة من قديم الزّمان (٥).
وفي «سفينة البضائع» للحبيب عليّ بن حسن العطّاس ما يفيد أنّ آل طاهر بن راجح خلفوا آل كثير على هينن ، وأنّ يافعا طردتهم من مصنعتها لتسع خلت من ربيع
__________________
(١) كان ذلك في سنه (٩٠٧ ه) ، كما في «شنبل» (ص ٢٢٠) ، و «العدة» (١ / ١٥٧) ،
(٢) مات سنة (٩١٠ ه) ، كما في «شنبل» ، و «بافقيه» ، و «العدة» ، وغيرها.
(٣) والحصن المومأ إليه .. هو حصن ابن عيّاش المعروف في الشحر ، وقد دفن السلطان عبد الله هذا في تربة الشيخ سعد الظفاري.
(٤) كذا في بعض نسخ «تاريخ شنبل» ، وفي بعضها : جامع تريم ، كما أشار المحقق لذلك : (ص ١٥١)
(٥) ولها ذكر في حوادث (سنة ٦٢٥ ه).