طلقات إلى نحو آل حويل ، فظنّوه صاحبهم يريد ماء ، فسيّروه له مع ثلاث من نسائهم ، فلمّا اقتربن منه .. قال لهنّ : قلن لأصحابكم : تعالوا لميّتكم ، وأمّا الكوت .. فقد استولى عليه عدوّكم. ولو سكت .. لتمكّن منهم.
ومنهم رجل يقال له : القوينص ، أصاب دما في آل سعدون .. فلم يقدروا على الثّأر منه ؛ لأنّه كان شجاعا لا يطاق ، فلم يكن منهم إلّا أن أرضوا بعض الخونة من أصحاب النّفوذ بما شاء من المال فأكمنهم في دار ، ثمّ استدعاه مخفورا بعبديه ، وبمجرّد دخوله الدّهليز .. أطلقوا الرّصاص عليه ، فوقع ميتا ، وكان ذلك في حدود سنة (١٣٤٢ ه).
وفي جنوب القارة : القفل ، لآل منيف. ثمّ : شراح ، لهم. ثمّ : لخماس ، لهم أيضا ، وقد مرّت هذه في عمد ، لأنّها كما تعدّ منه .. تعدّ من الكسر أيضا.
وفي جنوبها : حوطة السّيّد شيخ بن عبد الله العيدروس ، وهي مفرق الطّرق إلى عمد ، ودوعن ، والكسر ، ووادي العين.
وفي جنوبها : بحران (١) ، لآل ثابت ، وهو فلاة واسعة لا حجر فيها ولا شجر. فيها كان انهزام السّلطان بدر بن عبد الله الكثيريّ من جيش الصّفيّ أحمد بن الحسن ، سنة (١٠٧٠ ه).
وفيها كان انهزام السّلطان عمر بن جعفر الكثيريّ من يافع ، آخر سنة (١١١٧ ه) (٢) ، ولهذا كانت مضرب المثل .. فقيل : (أين بك يا شارد بحران).
وفي (الحجاز) مكان على اسمها ، فيه معادن ، قال ابن هشام : (قال ابن إسحاق : ثمّ غزا حتّى بلغ بحران ـ معدنا بالحجاز من ناحية الفرع ـ فأقام بها شهرين (٣) ثمّ رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا) اه (٤).
__________________
(١) بحران : موضع معروف بالكسر.
(٢) ينظر : «تاريخ الدولة الكثيرية» ، و «العدة المفيدة».
(٣) وهما شهرا : ربيع الآخر وجمادى الأولى.
(٤) سيرة ابن هشام (٣ / ٣١٣).