وفي «التّاج» و «أصله» : (إطلاق نهد على قبيلة من قضاعة ، وعلى أخرى من همدان).
وقد استقربنا أن تكون هذه هي من نهد قضاعة ؛ لاتّصالها بوادي عمد وهو وادي قضاعة ، ولو لا أنّ الملك الأشرف جعل نهد حضرموت من قبيلة واحدة .. لقلنا : إنّ نهد الكسر من قضاعة ، ونهد همدان من همدان ، وهذا هو الأقرب ، كما يعرف ممّا يأتي في القارة وشبام.
وللأشرف أغلاط كثيرة لم نتعقّبها ، ومنها هنا : إغفاله لكندة وحضرموت وغيرهما من القبائل الّتي لا تزال بلاد حضرموت ملأى بأعقابهم ، وفيهم المشايخ البارزون.
ومرجع نهد الكسر إلى عمر بن عامر بن شمّاخ بن عبد الله بن عمر الرّوضاني النّهدي ، وإلى عامر بن فضالة بن شماخ بن عبد الله بن عمر الرّوضانيّ النّهديّ ، وهو المراد من المثل الحضرميّ السّائر : (ما كأنّ عامر تسوّق) ، وذلك أنّ الجهمة قتلته سنة (٨٨٢ ه) وهو خارج من السّوق ، وقبره في شرقيّ الجامع القديم بحثم هينن.
وروضان يجمع آل ثابت ، وآل عجّاج ، وآل مقيزح ، وآل نفير ، وآل عبد الله ، وآل بدر.
وبقيّة نهد ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : المقاريم ، والظّلفان ، وبنو يزيد مجلّف.
وقد مرّ ذكر سدبه وحوره وأعمالهما ، وكلّها من الكسر ، وإنّما ذكرناهما هنا لاتّصالهما بوادي العين وشربهما من مياهه.
وسيأتي في القارة عن نهد ما له اتّصال بما هنا ، وقال باحلوان في «رشيدة الإخوان» : (بنو نهد بن زيد بن ربيعة بن مراد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ..
هاجروا من اليمن إلى حضرموت ، وسكنوا العروض ، ووالي حضرموت لذلك العهد : عبد الرّحمن بن راشد الحميريّ ، وكانت بلادهم من العجلانيّة إلى العروض ، ومن لخماس إلى أعلى سدبة ، وكانت فيها حدائق وزروع ونخل وعنب وسدر.
وكانت ولاية حضرموت الوسطى ـ شبام وتريم وما بينهما ـ لآل راشد الحميريّين