الجرز المذكورة في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) .. هي حضرموت ، يحدّها المشقاص إلى عين بامعبد ، إلى الشّحر ، إلى مأرب ، وليست غيرها ، وذلك لما ذكره الإمام البخاريّ في «صحيحه» في تفسير سورة الجرز : أنّها الّتي لا يصلها من الماء إلّا دون كفايتها.
ولا نعلم أرضا أولى بهذا من هذه الجهة الحضرميّة ، ولا أجرز ولا أسنت (١) ، ولا أغلى أسعارا ، ولا أقلّ ثمارا) اه
ومنه (٢) : مثل غالب أهل حضرموت ، من السّاحل إلى مأرب ، ومن عين بامعبد إلى سيحوت ، في السعي الممقوت ، وضعف البخوت .. كمثل العنكبوت اتّخذت بيتا ، وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت ... إلى آخر ما أطال به في ذمّ أهلها. ونقله الشّيخ عبد الله باسودان في كتابه الّذي ترجم به للعلّامة السّيّد عليّ بن حسن ووسمه ب : «جواهر الأنفاس» ، وقال : (وتحديد حضرموت في العرف العامّ ـ كما حقّقه شيخنا عليّ بن شهاب في رسالة مختصرة ـ : من مرباط الحبوظيّ إلى حبّان ، فيدخل مرباط الحبوظيّ دون حبّان. وأمّا العرف الخاصّ : فمن شبام إلى تريم) اه
واسم حضرموت في التّوراة كما نقله ياقوت [٢ / ٢٧٠] عن ابن الكلبيّ (٣) : حاضر ميت.
وكان يقال لها : وادي سكاك أيضا.
وأنشد ياقوت [٢ / ٢٧٠] لبعض شعراء الحضارم [من البسيط] :
جاب التّنائف من وادي سكاك إلى |
|
وادي الأراك إلى بطحاء أجياد (٤) |
__________________
(١) قوله : أسنت : أجدب.
(٢) أي : كتاب «الرياض المؤنقة».
(٣) ابن الكلبي هو : هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي ، أبو المنذر ، المتوفى سنة (٢٠٤ ه) ، مؤرخ نسابة كأبيه ، له مصنفات كثيرة ؛ منها : «جمهرة الأنساب» (خ) ، و «ملوك كندة» ، و «بيوتات اليمن» ، و «تسمية من بالحجاز من أحياء العرب».
(٤) التّنائف : الصّحراء. والبيت عند ياقوت :
جاب التّنائف من (وادي سكاك) إلى |
|
(ذات الأماحل) من (بطحاء أجياد) |