واسم هذه المرأة : شيخة ، وقارن بينها وبين فطوم الآتي خبرها في وادي الذّهب ، وسألت بعض شيوخ نهد عن هذا الخبر فكذّبه وقال : إنّما قتل قتلة زوجها إخوانها. والله أعلم.
وبالرّيّضة من القطن جماعة من ذرّيّة السّيّد الصّالح أحمد الهدّار بن هادي بن عليّ بن محسن بن الحسين ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم (١) ، وناس من آل باهرمز (٢) ، وناس من آل بافضل ، منهم الرّجل السّياسيّ المحنّك الّذي له الضّلع الأقوى في إقامة الدّولة القعيطيّة : الشّيخ عبد الله بن سعيد بافضل ، وكان السّلطان عوض يعدّه أحد أولاده ، بل يعتمد عليه أكثر منهم ، ولا يسمع فيه لأحد كلاما ، وهو أهل لذلك فحولة وذكاء وحسن رأي ، وصدق فراسة ، إلى حسن تواضع ودماثة أخلاق ، فلم تغيّر فخفخة الدّولة شيئا من أخلاقه ، بل بقي على زيّ أهله وأصحابه وعاداتهم ، وله أخبار جزلة كثيرة.
ومنهم : متولّي أنكحتها وأهلّتها ، الشّيخ عليّ بن أحمد بافضل. وجماعة من آل بامطرف الكنديّين ، خلعوا السّلاح ـ كأصحابهم السّابق ذكرهم في غيل باوزير ـ ولبسوا ثياب الصّلاح ، منهم اليوم : محمّد عبيد وإخوانه ، مذكورون بجميل ومعاملة طيّبة ، حتّى لقد بقوا ينفقون على عملائهم الّذين انقطعت صلاتهم من جاوة مع تفارط الأيّام وطول المدّة بنصف ما كانوا يعتادون في أيّام السّعة ، وهذه حسنة غرّاء محجّلة ، لا سيّما إذا قرنتها لما عليه آل سيئون ، فأنا أعرف أحد السّادة بها ، لا يكون عنده اثنان إلّا كان الثّالث وكيله ، الّتي تصل دراهمه من جاوة وسنغافورة عن طريقه ، ويخصم عليه منها خدمة وافرة ، وينتفع بإبقائها تحت يديه ؛ لأنّه لا يأخذ منها إلّا للحاجة تدريجا ، ولا يحاسبه في شيء قطّ ، بل يدع حبله على غاربه ليفعل ما يريد ، وبمجرّد
__________________
(١) ما ذكره المصنف من نسبتهم إلى أحمد الهدار بن هادي بن علي مخالف لما في الشجرة العلوية.
وهناك جماعة من آل الهدار بعينات ينسبون إلى الحبيب هادي بن علي بن محسن بن حسين.
(٢) تقدم ذكر آل باهرمز في هينن ، ومنهم جماعة سيأتون في شبام ، وهم ينتسبون إلى بني شيبة كما في مشجراتهم.