فعظمت بموته الرّزيّة ، ولكن كان ولده عمر بقيّة (١).
فإنّه نحوه في حسن سيرته |
|
منذ الشّبيبة وهو الآن مكتهل (٢) |
أضحى لنا بدلا عن فقد والده |
|
والشّبل من ليثه إمّا مضى بدل |
فخلاه اللّوم ؛ إذ سدّ مسدّ القوم ، لم ينقطع رشاه ، ولا قالوا : فلان رشاه (٣).
وما رأيت أحدا بعد أستاذي الأبرّ عيدروس بن عمر ، وسيّدي عبد الله بن حسن البحر يستجهر النّاس بفرط الوسام ، وبسطة الأجسام ؛ كالسّادة آل سميط ، لا يراهم النّاظر .. إلّا تذكّر قول جرير [في «ديوانه» : ٤٥٦ من الطّويل] :
تعالوا ففاتونا ففي الحقّ مقنع |
|
إلى الغرّ من أهل البطاح الأكارم |
فإنّي أرضي عبد شمس وما قضت |
|
وأرضي الطّوال البيض من آل هاشم |
فأولئك البيض الطّوال ، وثمّة الهمم العوال.
آراؤهم ووجوههم وعلومهم |
|
في الحادثات إذا دجون نجوم (٤) |
فيها معالم للهدى ومصابح |
|
تجلو الدّجى والأخريات رجوم |
فأحوالهم جليلة ، وأخلاقهم جميلة ، وأخبارهم عريضة طويلة (٥) ، ينطبق عليهم
__________________
(١) الحبيب العلامة المعّمر عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سميط ، ولد بزنجبار سنة (١٣٠٣ ه) ، وبها توفي سنة (١٣٩٦ ه) ، ودفن إلى جوار والده ، كان كثير التردد إلى شبام ، ومكث فيها عند أهله وأعمامه سنوات ، ودوّن رحلاته وفترات جلوسه بها بما صار مرجعا عن أهل شبام وحضرموت عموما ، في رحلتيه : «تلبية الصوت» ، و «النفحة الشذية» وكلاهما مطبوعتان ، وتلامذة الحبيب عمر كثير. وقد تقلد وظيفة الإفتاء بجزر القمر ، وكان له جاه عظيم ، وأصدرت الحكومة القمرية طوابع بريد تحمل صورته.
(٢) البيتان من البسيط ، والبيت الثّاني منهما فقط في «ديوان أبي تمّام» (٢ / ٣٢٦).
(٣) رشاه : الأولى مسهّلة من رشاء ، وهو الحبل. والثّانية : فعل ماض من الرّشوة.
(٤) البيتان من الكامل ، وهما لابن الرومي في «ديوانه».
(٥) وممن ينبغي أن يذكر من أعيان السادة آل سميط : الحبيب محسن بن حسن بن أحمد ، المتوفى بشبام سنة (١٣٤٤ ه) ، وأخوه الحبيب محمد بن حسن بن أحمد ، المتوفى سنة (١٣٨٧ ه) ، وتوفي ابنه الحبيب علي بسيئون سنة (١٤١٠ ه). ومنهم : الحبيب مصطفى بن عبد الله بن طاهر ، المتوفى سنة