وعن الشّيخ سالم بن عبد الرّحمن باسويدان وغيره : أنّ سبب سفره من شبام هو أنّ خطيب الجمعة تأخّر مرّة ، فأشار عليه الحبيب أحمد بن عمر بن سميط أن يقوم بأداء الواجب من أركان الخطبة ، فارتجل ما ملأ الأسماع إعجابا ، والنّفوس إطرابا ، فخشي عليه العين ، فأمره بمغادرة البلاد وكان آخر العهد به وكان أهل شبام معروفين بالإصابة بالعين. ومن أواخرهم المتّهمين بذلك : الشّيخ معروف باذيب ، والشّيخ سالم بن هادي التّويّ.
ومن عيون صلحائها وأفاضلها الشّيخ عوض بن محمّد باذيب ، وأولاده عليّ وأحمد ومحمّد ، لهم مروءة حيّة ، واعتبار تامّ ، ودين ثابت ، وكانت الأعيان تزور الشّيخ عوض وتتبّرك برؤيته ودعائه.
ومن متأخّري علمائها : الشّيخ عبد الرّحمن حميد ، وولده عبد الله.
ومن آل شبام : آل جبر ، وآل التّويّ ، وآل باعبيد ، وهم أربعة إخوة : محمّد وعمر وعوض وأحمد بنو سالم باعبيد ، إليهم الآن أزمّة التّجارة بشبام ، ولهم مراكز في عدن وغيرها ، وقد مات عمّا قريب أحبّهم إليّ ، وهو أحمد ، فرحمه الله وأخلفه بخلف صالح.
وممّن تديّر شباما الحبيب علويّ بن أحمد بن زين الحبشيّ ، وبها توفي.
وفي «كلام الحبيب أحمد بن عمر بن سميط» : أنّ والده لمّا مات .. قال : مات من يستحيا منه ، وإنّ آل شبام كانوا يهابونه ، وكان آل أحمد بن زين يزورونه في محرّم من كلّ سنة ، ومتى قاربوا شبام .. تنابز غوغاؤهم مع آل شبام بالألقاب ، وقالوا : (الهر لعل القعيطي يفر) فأوقفهم منصّر بن عبد الله طائفة من النّهار في الشّمس ، فتركوا الزّيارة ، ولمّا زال منصّر وشيكا .. كتب لهم صلاح بن محمّد بالاعتذار ، فأعادوها.
__________________
في جبين الدهر ، ترجمته في «تاريخ الشعراء الحضرميين» (٤ / ٢٢).