فارعوى عليّ ، وكان ذلك سبب الصّلح بينهما.
ولشبام ذكر عند الطّيّب بامخرمة ولكنّه قليل ؛ إذ لم يزد على قوله : (شبام مدينة عظيمة بحضرموت ، بينها وبين تريم سبعة فراسخ ، إليها ينسب جمع كثير ، وخرج منها جماعة من الفضلاء والعلماء والصّالحين ، منهم : الفقهاء بنو شراحيل ، والفقيه أبو بكر بامهرة ، والفقيه الإمام محمّد بن أبي بكر عبّاد ، والفقيه الصّالح برهان الدّين إبراهيم بن محمّد الشّباميّون. ومنهم : الفقيه وجيه الدّين عبد الرّحمن بن مزروع (١) ، والفقيه الصّالح محمّد بن عبد الرّحمن باصهي) اه (٢)
__________________
(١) هو العلامة الفقيه مفتي حضرموت ، له «فتاوى» جمعها تلميذه السيد القاضي أحمد شريف بن علي خرد توفي أوائل القرن العاشر ، وينقل عنها العلامة طه بن عمر الصافي في «المجموع الفقهي».
(٢) نسبة البلدان (خ ١٦٠) ، توفي سنة (٩٠٣ ه) ، أخذ عن الحافظ السخاوي وطبقته. ذكره في «الضوء اللامع».
تتمة : مدارس شبام : أقدم مدرسة قامت بشبام هي (مدرسة ومسجد الحارة القبلية) ، تبرع بأرضها المقامة عليها أحد السلاطين في مطلع القرن الثالث عشر الهجري ، وكانت هذه الحارة مصدر إشعاع علميّ وثقافي عمّ حضرموت بأسرها ؛ إذ كان إمام الدعوة الحبيب أحمد بن عمر بن سميط (١٢٥٧ ه) متوليا للإشراف عليها ، وأوقفت عليها وعلى طلبتها الأوقاف ، واستمرت هذه المدرسة تقوم بدورها حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري إلى حدود سنة (١٣٦٠ ه) ، وبعدها أغلقت لاحتياجها للترميم.
المدرسة الشرقية : تقع في الجهة الشرقية من شبام ، أسسها وبناها المشايخ آل التوي ، وكان كبيرهم المتولي لذلك العمل هو الشيخ أبو بكر بن محمد التوي ، وتاريخ وقفيتها يعود إلى سنة (١٣٣٥ ه) ، وقام بالتدريس بها محمد وعمر ابنا أبي بكر التوي ، وتولى إدارتها أولا الشيخ القاضي محفوظ المصلي ، ثم تعاقب على الإدارة شخصيات أخرى ؛ كالسيدين علي بن محمد بن سميط وعبد الله بن مصطفى بن سميط. ومرّت على المدرسة مدة توقفت خلالها ، لا سيما بعد وفاة الشيخ أبي بكر التوي وانقطاع الموارد المالية ، فقام الشيخ أحمد جبران بن عوض جبران بترميمها ، وجلب بعض مدرسين من تريم ؛ منهم الشيخ : عبد القوي الدويلة بافضل. ثم توقفت بعد مجيء الحزب الشيوعي ، وأخذت أرضها ظلما وبني عليها منزل لأحد الأهالي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم في سنة (١٣٧٢ ه) فتحت المدرسة الحكومية في عهد السلطان صالح القعيطي ، وكان مديرها السيد عبد الله بن مصطفى بن سميط ، ثم ضمت بعد الثورة إلى مدارس الحكومة ، وسميت بعد ذلك بمدرسة الشهيد غسان ، وحاليا تسمّى : مدرسة الرشيد.