ثمّ إلى آل كثير (١).
ثمّ إلى الإمام المتوكّل على الله إسماعيل ، ثمّ ليافع ، إلّا أنّ يافعا لم تدّع سلطنة ، بل متى انتصب لهم سلطان .. بخعوا له بالاسم مع الاستبداد عليه بالعمل ، وقد يستغنون عن السّلطان بالكلّيّة ، إمّا برؤسائهم وإمّا بمنصب سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم.
وفي أيّام يافع كانت الدّولة الكثيريّة لآل عيسى بن بدر بشبام ، أوّلهم : عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر.
ثمّ أخوه عبد الله ، وهو الّذي باع ليافع ناصفة شبام.
ثمّ منصور بن عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر ، وكان شهما شجاعا حميّ الأنف ، أبيّ الضّيم ، وله تعلّق بجبل المجد ونجم الشّرف : السّيّد عمر بن محمّد بن سميط ، فكانت له عبادة ؛ منها : أنّ ورده في اليوم واللّيلة مئة ركعة.
ومن أخباره : أنّ السّيّد سالم بن صالح الحبشيّ كان من أثرياء شبام ، فطلب منه منصور إعانة ، فشكا إلى الحبيب عمر بن محمّد ، فعاتبه ، فقال : أنا لا أحبّ الظّلم وأكره أن أسيء أحدا من أهل البيت ، ولكنّ السّيّد سالما عنده من جيف الدّنيا ، لو وضعت جيفة عند المنبر في الجامع .. لأسرعت إليها الكلاب والضّرورة تحوج ، فقال الحبيب عمر للسّيّد سالم : أعطه.
وحجّ السّلطان منصور مع الحبيب عمر بن محمّد وأشيع موتهما كذبا ، ثمّ عادا بالسّلامة ، أخبرني بجميع هذا الأخ الصّالح المنصب عليّ بن عبد الرّحمن الحبشيّ.
ثم إن منصورا بقي كما كان عمّه مع يافع على المناصفة بشبام ، وجرت بين كلّ منهم وبين يافع وبين أصحابهم آل كثير مشاغبات ومحاربات من أشهرها : أنّ منصور بن عمر سمع حمود بن سعيد بن عبد العزيز يتهدّد رجلا من أهل شبام
__________________
(١) لمعرفة أخبار هذه الدويلات ينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» ، و «تاريخ حضرموت» و «تاريخ الدولة الكثيرية» ، و «الصفحات».