البلاد ، حتّى جاء الأيّوبيّون ومواليهم الغزّ (١) في سنة (٥٧٥ ه) فعاثوا في البلاد ، وفعلوا الأفاعيل ، وماجت حضرموت بالقبائل النّاقلة إليها كما يموج البحر.
وسبق في آخر مادّة قعوضه أنّ نهدا لم تجىء من اليمن إلّا لأنّ حضرموت استنجدت بها. والله أعلم.
وفي سنة (٥٩٠ ه) ورد طغتكين بن أيوب إلى تريم وأخذ شباما (٢) ، وعاد إلى اليمن ومات به ، وطالت مدّة الغزّ بحضرموت ، والدّولة الاسميّة في خلال ذلك لبني قحطان ، تنازعهم شقّ الأبلمة (٣) فيها أمراء الطّوائف ورؤساء القبائل ، من بني حارثة الكنديّين ، وبني سعد ، وبني حرام ، وبني ظنّة ، وغيرهم.
وسياسة الغزّ تتقلّب ، تارة مع هؤلاء ، وتارة مع هؤلاء ، حسبما فصّل ب «الأصل». وجرت بينهم حروب وخطوب.
وآل يماني بن الأعلم وآل سعد يتناوبون على شبام وعلى غيرها من بلاد حضرموت ؛ لأنّ الحرب سجال بينهم ، وجرت مع الحبوظيّ في تلك الأثناء أحوال مفصّلة ب «الأصل».
وفي سنة (٦٧٨ ه) تمّ استيلاء الملك المظفّر الرّسوليّ على حضرموت (٤).
وفي سنة (٦٨٧ ه) توفّي السّلطان محمّد ابن السّلطان عبد الله بن راشد وكان مشهورا بالفقه (٥).
وبعقب انقضاء ملك آل قحطان ، وتلاشي أمر الرّسوليّين بحضرموت .. آل ملكها إلى آل أحمد بن يمانيّ والصّبرات.
__________________
(١) الغزّ : قبائل بدائيّة ، أصلها من الأتراك غير المسلمين ، اكتسحت إيران قبل انسياح التّتار بمناطق الشّرق الإسلاميّ.
(٢) تقدم سابقا ذكر بعض الغز في الشحر ، وكانت بداية دخولهم اليمن سنة (٥٦٩ ه) بقيادة توران شاه.
(٣) الأبلمة : بقلة لها قرون كالباقلّاء ، إذا شققتها طولا .. انشقّت نصفين سواء من أوّلها إلى آخرها.
وشقّ الأبلمة : مثل يضرب في المساواة والمشاركة في الأمر.
(٤) «شنبل» (١٠٣).
(٥) «شنبل» (١٠٧) ، وفيه سنة (٦٨٩ ه).