على حربهم مع القيعطيّ ويافع مناصفة ، وعلى أن يبقى الحكم في شبام لمنصور بن عمر ، وعلى أن يدفع له من جباية ناصفته الباقية كلّ يوم سبعة ريال ، وبقي الأمر بينهم على وفق ، ولم يسلّموا له ما بقي من ثمن النّاصفة حتّى سفر بينهم النّاس ، ففسحوا له الصّفقة ، وردّوا له خطّ البيع ، وبقيت المنازعات بينه وبين آل كثير على أشدّ ما يكون من قيامها على السّاق والقدم ، ومثلها كان بينه وبين يافع .. فهو كما قال حبيب [في «ديوانه» ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ من الكامل] :
ما كفّ عن حرب الزّمان ورميه |
|
بالصّبر إلّا أنّه لم ينصر |
ما إن يزال بجدّ حزم مقبل |
|
متوطّئا أعقاب ملك مدبر |
حتّى ضاقت نفسه ، فباع ناصفة شبام الغربيّة للسّلطان القعيطيّ بعد أن حذّره الحبيب عمر بن محمّد وقال له : إنّ في هذا هلاكك ، قال له : لقد ضاق النّاس ، وواحد ولا جماعة.
وبقي هو وعوض القعيطيّ على المصافاة في العلانية والمكايدة في السّرّ ، ولكن .. ما كل مرّة تسلم الجرّة ، وفي الأثر : «بشّر القاتلين بالقتل». فدعوه في (٣) شعبان من سنة (١٢٧٤ ه) ـ وهي سنة الشّراء بنفسها ـ للمشاورة في أمر فضحّوا به وتغدّوه قبل أن يتعشّاهم ، وتمّ ملك شبام للقعيطيّ من ذلك اليوم إلى الآن ، والله وارث الأرض ومن عليها (١).
وأزياء آل شبام شبيهة بأزياء آل صنعاء ، إلّا في تطويل أكمام القمصان ، غير أنّ المتأخّرين من آل شبام غيّروا تلك الأزياء سيرا مع الظّروف.
وبيوت شبام كذلك على شبه بديار صنعاء ؛ فهي متضايقة ، ومنازلها وأزقّتها
__________________
(١) ولا زال أهل شبام يتناقلون أخبار المناصفة وكيف كانت الأحوال آنذاك في شبام ، من انتشار العساكر والجنود في الأزقة ، مع أن القعيطي بنى لجنوده مراكز عند كل مدخل. ويذكرون أن إحدى نساء شبام رأت جنديا يسير في الشوارع فخافت أن يداهم منزلها ، فلما قارب سدة بيتها .. أرسلت عليه حجر الرحى فرضّت رأسه فمات لتوه ، فلم يعد الجنود يسيرون بين البيوت ، بل اكتفوا بأماكنهم في الأطراف والأركان.