وفي موضع آخر «منها» [٢٢٨] ـ بعد أن عدّد مواضع ـ قال : (يسكن هذه البلاد من قبائل نهد : معرّف ، وحرام ـ وهي أكثر نهد ـ وبنو زهير ، وبنو دريد (١) ، وبنو حزيمة ، وبنو مرمّص (٢) ، وبنو صخر ، وبنو ظنّة ـ وظنّة من عذرة ـ وبنو يربوع ، وبنو قيس ، وبنو ظبيان) اه
وبالقارة ناس من آل الحامد بن الشّيخ أبي بكر بن سالم.
وكان فيها الشّيخ عليّ قيران (٣) ، سائل مدفوع عن الأبواب ، ولكنّه من أهل السّرّ والخصوصيّة ، يسأله أرباب القلوب عن مشكلات صوفيّة ، فيجيبهم عنها بما لا يخطر لأحد على بال ، نازله حال وهو يلقّم بقرة بالأجرة فاندهش عقله ، وألقي على لسانه اسم البقرة المصفرّة ، فبقي يلهج ويوشح بها كلامه.
وفي كتاب «المعمّرين» لأبي حاتم السّجستانيّ : (أنّ النّمر بن تولب رضي الله عنه تعمّر مئتي سنة وخرف وألقي على لسانه : انحروا للضّيف ، أعطوا السّائل) اه
ولعليّ قيران غرائب وعجائب ولمّا مات .. لم يشعر أحد بموته ؛ إلّا بعد ما شرعت الوحوش تأكله ؛ لأنّه أشعث أغبر ، ساقط عن العيون ولكنّه داخل تحت قوله : «ربّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب .. لو أقسم على الله لأبرّه». وكان والدي رضوان الله عليه يبرّه ويطلب دعاءه.
ومن وراء القارة إلى جهة الجنوب حصن الهاجريّ : وهو أوّل حصون آل كثير في شرقيّ شبام.
وفي شرقيّه : حصن قسبل ، لآل سويد ، وله ذكر في التّاريخ.
وفي شرقيّه : مسيال وادي بن عليّ.
وعلى ملتقاه بمسيال سر يكون : القروقر هو حصن لآل خالد بن عمر في شرقيّ
__________________
(١) في «صفة جزيرة العرب» : (دويد).
(٢) في «صفة جزيرة العرب» : (مرمّض) ؛ بالضاد المعجمة.
(٣) الشيخ علي قيران ، مدفون في سفح جبل يقع خلف القارة ، على مسيرة نصف ساعة بالسيارة لوعورة الطريق المؤدية. وهو من أهل القرن الرابع عشر.