لأنّه أقربهم إلى عليّ بن سالم ، ولأنّه شيخ آل كثير إذ ذاك ، فشأنه فيهم أقوى من شأن السّلطان.
ومن أخبار سعيد بن محمّد هذا أنّه كمن في أحد مساجد الغرفة مع عبدين لهم ، فأردى حمود بن عزّان الفاس في قتيل لهم عند آل الفاس ، وكان حمود هذا خرج من حصنهم متّعدا مع أحد آل خالد بن عمر في حاجة إلى الغرفة ، وكلّ منهما خفير الثّاني ، إلّا أنّ سعيدا أرداه قبل أن يتلاقيا ، ولكنّهما متخافران وما بينهما إلّا قيس السّهم ، فزعم الشّيخ صالح بن محمّد بلفاس أنّها مكيدة من آل خالد ليمهّدوا لصاحبهم الثّأر إذ هم كلّهم من آل عامر وبإثر ذلك اتّقد الشّرّ بينهم ، وهجم آل فاس على بافيّوح وجرى ما هو مفصّل ب «الأصل».
وآل كثير ثلاث فصائل :
ـ آل عامر : ومنهم آل عبد العزيز هؤلاء وآل عبدات وغيرهم.
ـ وآل عمر : ومنهم آل طالب وآل العاس وآل الفاس وآل فلهوم وغيرهم.
ـ والفرقة الثّالثة فخائذ ، وهم : آل عون ، وآل منيباري ، وآل زيمة ، وآل الصّقير ، ومن لفّهم ، ولهم مشجّر يحفظ أنسابهم ، موجود عند الشّيخ عبد الله بن سالمين بن مرعيّ الآتي ذكره في بلّيل.
وفي شرح البيت (٣٧) من «الأصل» ما يتعلّق بآل كثير ، وأنّهم من بني ظنّة ، وأنّ بني ظنّة من بني حرام ، ولكن ممّا يستدرك عليه : أنّ بالسّلمات (١) من بلاد الجوف ناسا من آل كثير ، يرجعون في النّسب إلى همدان ، يقال لسلطانهم الموجود اليوم : منصّر قوزان.
وقال الهمدانيّ في «الصّفة» [٢٣٢] : (وبلد حرام من كنانة ، وهي : وادي إثمد ، وضنكان ، فالحرّة حرّة كنانة ، والعقد ، وحلي ، وهو مخلاف ، وقصبتها الصّحاريّة موضع رؤساء بني حرام) اه
__________________
(١) منطقة في جنوب مدينة الحزم من بلاد الجوف ، فيها قبائل بني نوف ، وهي واقعة على أكمة مرتفعة.