الرّشد مسافات فيح ، تلغب بينهنّ الرّيح ، فناب ذلك الرّجل عنه ، وأساء الصّنيع ، وعمل فيهم بوصيّة الحطيئة (١) ، فتزوّج مخلّفة الشّيخ سعيد عوض ، وخضم (٢) أموالهم خضمة الإبل نبتة الرّبيع ، وليته وقف عند ذلك الحدّ ، بل ما كفاه ذلك حتّى طرد ولد محمّد بن سعيد عن حصن أبيه وجدّه ، فأيّ محبّ لا يشتكي من الألم؟ وقديما كان يقال : من استرعى الذّئب .. ظلم ، وجاء في تلك الديار موضع قول القائل [من الكامل] :
عرصات عزّ كان يذكر أهلها |
|
بالخير خيّم في رباها اللّؤّم |
وقد اتّهم هذا الرّجل بالمشاركة في قضيّة عبيد صالح بن عبدات ، فأصابه شؤبوب من البلاء الّذي نزل به ، فكسبوا حصن الشّيخ سعيد من أجله ، وأخذوا شيئا ممّا فيه ، إلّا أنّه استغلّ ذلك فاتّهمهم بأكثر ممّا أخذوا ؛ ليبرّر خيانته بذلك ، ولكنّ الحقائق لا تخفى عند البريء من الغرض. وما في مسيلة آل كدّه الآن أكثر من خمسة عشر رجلا.
ومنها كان عامر بن كدّه قاتل عائظ بن سالمين ، وولده بشر بن عامر ، كان معمور الفناء ، مفتوح الباب ، ولذا تراكمت عليه الدّيون ، وكان يعطي لغرمائه عهدة فوق عهدة من حيث لا يشعر أحدهم بالآخر ، ومرّ ذلك في ستر جوده وكنف سياسته حتّى توفّي في حدود سنة (١٣٦٢ ه) ، فانكشف الأمر.
وفي جنوبها مائلا إلى جهة الغرب مكان يقال له : بارفعه ، فيه شخص واحد من آل السّقّاف يحترف بالرّبا.
وجماعة من آل هذبول ، ونحو عشرين رجلا من آل عمر بن طالب.
وإلى جنوبه مكان يقال له : العادي ، فيه نحو عشرة رجال من آل كدّه ، رئيسهم : بدر بن محمّد بن كدّه.
__________________
(١) روى أبو الفرج الأصفهانيّ في «الأغاني» (٢ / ١٨٨ ـ ١٩٠) وصية الحطيئة مطولة .. فلتنظر هناك.
(٢) خضم : قطع.