واقتصر الطّيّب بامخرمة في كتابه «نسبة البلدان» [خ / ١٢٤] على قوله : (وذي أصبح قرية بحضرموت لآل باعبّاد) اه
وصدق في قوله : (لآل باعبّاد) ؛ فكلّ من أراد أن يبني بها .. لا بدّ وأن يأخذ إجازة منهم ؛ لأنّ أراضيها من جملة أوقافهم ، ولكنّها قد اندثرت وجهلت مقاديرها ، وكثير من بقاعها.
وجامعها الموجود الآن هو من بناء المكرّم عون بن سعيد بن روّاس السّابق ذكره بالحزم.
ومنها كان العلّامة الجليل الشّيخ عبد الله بن سعد بن سمير ، وهو الشّيخ (١٩) من مشايخ سيّدي الأستاذ الأبرّ ، توفّي سنة (١٢٦٢ ه) ، وخلفه علما وصلاحا ولده العلّامة سالم بن عبد الله ، وكان السّيّد عبد الله بن عمر بن يحيى جعله وزيرا للسّلطان عبد الله بن محسن بن أحمد حينما كان نائبا عن أخيه غالب في أوائل دولتهم ، واشترط عليه أن لا يخرج عن رأيه ، وأن لا يخلو بأحد إلّا وهو معه ، فبقي على ذلك مدّة يطالع السّيّد عبد الله بن عمر فيها بكلّ ما يجري ، وينفّذ كلّ ما يشير به عليه ، ولكنّ السّلطان عبد الله لم يقدر على ذلك .. فنقضه ، وكان السّيّد عبد الله بن عمر يرشحه لقضاء تريم ليكون تحت إشارته في كلّ كبير وصغير ، ولكن كان أهل تريم وفي مقدّمتهم الجليل عبد الله بن حسين بلفقيه ـ الشّيخ (١٢) للأستاذ الأبرّ ـ مخالفا للسّيّد عبد الله بن يحيى على خطّ مستقيم ؛ حتّى لو قال أحدهما : (تمرة) .. لقال الآخر : (جمرة) ، وما نظنّ بهما إلّا الحقّ ، غير أنّ الهوى يصوّر الشّيء في عين صاحبه بغير ما هو عليه ، وكلّ يؤخذ من كلامه ويترك.
وكان الشّيخ عبد الله أحمد باسودان يفضّل بلفقيه في سعة العلم وغزارة المادّة.
ثمّ إنّ الشّيخ سالم بن عبد الله بن سمير توجّه إلى جاوة ومات ببتاوي في سنة (١٢٧٠ ه).
وبذي أصبح سكن قطب الجود ، وكعبة الوفود ، سيّدنا الإمام حسن بن صالح