أيديهم ، بل وعلى يافع ؛ لأنّهم شعروا باستغناء القعيطيّ عنهم من بعده.
ولمّا قتل عائظ بن سالمين .. وقع رداؤه على عبيد صالح بن سالمين بن عبد الله بن سعيد ، وهو ابن أخيه ، وكان مديد القامة ، كبير الهامة.
سبط البنان إذا احتبى في مجلس |
|
فرع الجماجم والرّجال قيام (١) |
ومعنى سباطة البنان هنا : طولها لا سماحها ، وكان قويّ العارضة ، يخلط الجدّ بالهزل ، فيتّقي الرّؤساء لسانه ، ولا يبقى لأحد معه كلام ؛ لأنّه لا يتّقي العوراء فيه ، ولم يكن له همّ بعد عمّه إلّا تغيير تلك السياسة ، ومصالحة القعيطيّ ، فغزا شبام بآل كثير ، فأنذر بهم ريّس بن محمّد الملقّب عبلّه عن أمره ـ فيما يقال ـ لتتمهّد له الوساطة في ذلك ، وكانت النّهاية : انبرام الصّلح.
والأخبار في ذلك والماجريات بين السّيّد حسين بن حامد المحضار وعبيد صالح وبيني وبينهم طويلة ، وفي «الأصل» منها الشّيء الكثير.
وهو أقوى من عمّه عائظ في الحجّة ، وأهيب في المنظر ، وأرجح في الحجا ، ولكنّه أقلّ منه في النّجدة والجود ، وقد قصر كلامه في آخر وقته ، وقلّت هيبته ، وضعفت زعامته وعجز عن أخذ ما له من ثأر عند آل عامر ، وعند آل بلّيل الّذي يلي هذا ، ومن بقايا حظّه أن مات في ستر الله في حدود سنة (١٣٥٣ ه) قبل أن يصل آل كثير إلى الحدّ النّهائيّ من التّخاذل والسّقوط ، وإلّا .. لحلّ به ما حلّ بهم.
ومع انتهائهم إلى القرار من المهانة بحضرموت .. فإنّ لهم جمعية تذكر ببتاوي (٢)
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لأبي نواس في «ديوانه» (٤٠٩).
(٢) هي الجمعية الشنفرية الكثيرية ، ولها نظام ودستور وتنظيم ، مثلها مثل غيرها من الجمعيات التي قامت في جاوة. ومن أعلام آل طالب ممن امتهن الصحافة : فرج بن طالب الكثيري ، الذي كان له نشاط صحفي بارز في المهجر الحضرمي سنغافورة ، وقام بإصدار (٤) صحف خلال أربعة أعوام وهي : «القصاص» : جريدة نصف شهرية ، أصدرها باللغة العامية الحضرمية في فبراير (١٩٣٢ م) ، وتوقفت في جولاي (١٩٣٣ م).
«الشعب الحضرمي» : أيضا بالعامية الحضرمية ، بدأت بالصدور في فبراير (١٩٣٤ م) ، ولم تستمر طويلا.