وأبردوا .. استأذنوه في الانصراف ، وطلبوا موعدا يعودون فيه للفصائل ، وكان كتبها في أثناء استراحتهم ، فأعطاهم إيّاها ، فتعجّبوا من قوّة حفظه وحدّة فهمه وحسن توفيقه ، فاقتنعوا ؛ لأنّ العدل مقنع. فلتضمّ هذه إلى ما سبق في الظّاهرة وجعيمه.
ومن متأخّريهم : العلّامة الفاضل الشّيخ عبد الله بن سالمين بن مرعيّ ، كان يكتب لي من الهند ويرفع لي منها الأسئلة العلميّة ، توفّي رحمة الله عليه بحيدرآباد الدّكن ، وترك ولدين فاضلين : سليمان ومحمدا.
ومن آل مرعيّ أيضا : الشّيخ عوض بن جعفر بن مرعيّ ، جمع ثروة لا بأس بها ، ولكنّه لمّا وصل إلى حضرموت في حدود سنة (١٣٣١ ه) .. أسرف فيها بالجود حتّى فنيت ، فسافر ، وتغيّر عقله ، وانطبق عليه قول العنبريّ [من الكامل] :
ما كان يعطي مثلها في مثله |
|
إلّا كريم الخيم أو مجنون (١) |
وقول حبيب [في «ديوانه» ١ / ٣١٦ من الوافر] :
له خلق نهى القرآن عنه |
|
وذاك عطاؤه السّرف البدار |
ومن وراء بلّيل شرقا : مكان آل البرقيّ (٢). ثمّ : مكان آل كحيل.
ثمّ : الغييل ، لآل عمر بن بدر ، وكانوا قبيلة خشنة ، ولهم قبولة حارّة ، حتّى لقد كانت بينهم وبين آل بابكر حروب أردوا في عشيّة واحدة سبعة من آل بابكر.
ثمّ ما زال بهم الظّلم والاعتداء على ضعفاء السّوقة والقبائل ، وعلى أوقاف لهم أهليّة ، حتّى قلّ عددهم ، وافترق ملؤهم ، ولم يبق منهم بحضرموت اليوم إلّا نحو العشرين رجلا ، أسنّهم رجل لئيم نيّف على التّسعين ، جمع ثروة لا بأس بها ، إلّا أنّها بجلّها أو كلّها من الرّبا ، ولا يزال مع هذا السّنّ مصرّا على ذلك الصّنيع المقبوح.
ويتعالم النّاس بأنّ النّخيل الّتي تحت يده مشترك بينه وبين أخيه عبد الله ، وأنّ هذا هو الّذي اشتراه ، والوثائق ناطقة ، ولكنّ عبد الله جنّ ، ثمّ مات ولم يترك إلّا ولدا
__________________
(١) الخيم : الأصل.
(٢) آل البرقي : من قبائل آل مرعي بن سعيد الكثيري.