وكان السّلف إذا نظروا إلى راكب ورجل يحضر معه .. قالوا : قاتله الله من جبّار.
وكان الحبيب أحمد بن محمّد الحبشيّ ـ المتوفّى سنة (١٠٣٨ ه) ـ كثيرا ما يشكو إلى شيخه الشّيخ أبي بكر بن سالم ما يلقاه من أذيّة آل باعبّاد إذا جاء يدعو إلى الله بالغرفة ، فقال له : (لعلّ الله يخرج من ذرّيّتك من يتبرّكون به) فلم يظهر أثر هذا الدّعاء إلّا في سيّدنا الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر.
وفي آل باعبّاد كثير من العلماء ، ومن أكابرهم ـ كما في «جوهر الخطيب» ـ : إمام الطّريقين ومفتي الفريقين ، الشّيخ محمّد بن أبي بكر عبّاد ، ترجم له الأستاذ الأبرّ في «العقد» وقال : (إنّه ولد سنة «٧١٢ ه» ، وتوفّي أوّل القرن التّاسع) وقد مرّ ذكره في شبام.
ورأيت في رسالة كتبها السّيّد شيخ بن عمر في «العهدة» : (أنّ الشّيخ محمّد بن أبي بكر هذا دعا على آل باعبّاد أن لا يجعل الله منهم عالما ؛ لقضيّة منكرة أوجبت ذلك جهلا ، فاستجاب الله دعوته) اه
وفي «مجموع الجدّ طه بن عمر» [ص ١٣١] عن أحمد مؤذّن ما حاصله : (كان في الغرفة قبل أن تقام فيها الجمعة مسجدان متجاوران : أحدهما : لآل باعبّاد ، والثّاني : لآل باجمّال ، فأراد الشّيخ الجليل باني الجامع جعلهما مسجدا واحدا ، واستفتى العلماء فتوقّفوا عن الجواب ، فلم يكن منه إلّا أن خلطهما بدون فتوى من أحد ، وسرّ العلماء بتوقّفهم عن الجواب) اه
وفي «مواهب البرّ الرّؤوف» لابن سراج التّصريح بأنّ الّذي جعل المسجدين واحدا هو الشّيخ عقيل ، وهو ابن أحمد بن عمر بن محمّد بن عمر عبّاد (١) ، وقد سبق أنّ محمّد بن عمر هذا هو الّذي زاد في سنة (٧٠١ ه) في غرفة عمّه حتّى صارت دارا.
والعمل بخلط المساجد واقع بكثرة في تريم ، حتّى لقد سمعت أنّ الجامع كان
__________________
(١) الشيخ عقيل بن أحمد توفي سنة (٨٤١ ه).