ومنه وإليه ، وأرضهم ومثاويهم أرض الدّولة ومثاويه ، وأرض الدّولة كذلك لهم المنافع مثل أرضهم ، وهم تبعة وسمعة للدّولة القعيطيّة مثل أمثالهم من الحلفاء ، ولا يعتذرون عن داعي الدّولة عند الحاجة ، والدّولة كذلك لهم منه المنفعة ؛ بحيث يصل نفعه قريب أو بعيد.
وعليهم للدّولة أن يقوموا حسب طاقتهم وقدرتهم ، بكلّ ما يجلب للدّولة الصّلاح ويبعد عنه الضّرر ، وكذلك الدّولة من جانبه.
وشلّوا وبدّوا بوجوههم (١) أنّ كلّ ما يشوم ويلوم الدّولة ويعلق بوجهه .. فهو بوجههم ، من حال ومال ، وطارفة عسكريّ أو رعويّ ، أو غيرهما .. يتعلّق بالدّولة فعليهم إذا علموا بخلاف على الدّولة أن يقوموا فيه حسب طاقتهم.
وقد كتب بينهم وثر بتاريخ هذا الحلف على شروط عليهم للدّولة ، وشروط لهم من الدّولة ، وأقرّ المذكورون بالسّيادة للدّولة القعيطيّة في الجهة الحضرميّة الجميع ، وبالله الاعتماد.
وعليه إمضاء السّلطان غالب بن عوض ، وشهادة السّيّد محمّد بن سقّاف ، والسّيّد حسين بن حامد وغيرهم.
ولكنّه لم ينّفذ منه شيء ؛ لأنّ السّيّد حسين رغب فيما بعد ذلك إلى مصالحة الدّولة الكثيريّة ، ولمّا تمّت .. استغنى بها عن حلفهم وحلف آل جعفر بن بدر ـ الّذي لم يجعله إلّا تمهيدا لحمل الدّولة على المصالحة ـ ولكنّ حلف الدّولتين لا يزال على دخن إلى اليوم.
وبإثر جلاء عبيد صالح بن عبدات وهن جانب آل كثير ، واستنهر فتقهم (٢) ، وانهار ركنهم ، فتوسّعت مملكة الدّولة الكثيريّة على حساب النّفوذ الإنكليزي ، وجاءها القوس بلا ثمن ، واستولت على حصن بئر العجوز صفوا عفوا ، وجرى أخيرا على
__________________
(١) هذه من عبارات تلك المعاهدة ، وشلّ فلان بوجهه وبدّى ، أي : التزم بالعهد.
(٢) استنهر النّهر : حفر لمجراه موضعا مكينا ، واستنهر الفتق : كناية عن تأصّله وتمكّنه وتوسعه.