وولي قضاء الغرفة وقضاء هينن ، وإليه المرجع عند المنازعات بين الدّرسة) اه
قال الشّيخ محمّد باكثير : (وكانت وفاته في حدود سنة ١٠٨٣ ه) (١).
ومنهم : الشّيخ عبد الرّحيم بن محمّد بن عبد الله المعلّم بن عمر بن قاضي باكثير (٢) ، وإنّما قيل لجدّهم : (قاضي) ، ولم يكن به ؛ لأنّه حضر نزاعا في مشكل فحلّه بفهمه ، فقيل له : إنّك لقاضي ، فلزمه ، تولّى الشّيخ عبد الرّحيم القضاء ببور نحوا من سنتين ، ثمّ حصلت عليه شدّة من بعض الظّلمة فعزل نفسه وعاد إلى بلده تريس ، ثمّ طلبه السّلطان لقضاء شبام ، ففعل وأقام سنتين وخمسة أشهر ، ثمّ تعصّب عليه الحسّاد فعزل ، وعاد إلى تريس ، واشتغل بالمطالعة ، ثمّ تولّى قضاء تريم في سنة (١٠٩٤ ه).
وفي سنة (١٠٩٦ ه) تنازع هو وآل تريم في قضيّة الهلال ، وردّ على جواب في القضيّة للشّيخ محمّد بن عبد الله باعليّ برسالة سمّاها : «المنهل الزّلال في مسألة الهلال» ، فوافقه السّيّد علويّ بن عبد الله باحسن ـ مع أنّه كان من منابذيه ـ ، والشّيخ عبد الله بن محمّد بن قطنة (٣) ، والشّيخ عبد الله قدريّ باشعيب.
وفيه يقول عبد الله قدريّ [من السّريع] :
فتريم قاضيها التّريسي غدا |
|
يقوّم الدّين لتهنا تري |
فبالحري من بعد عري أتت |
|
تريم تزهو في ثياب الحري |
وفي البيتين الاكتفاء (٤) ، وأمّا حذف الهمزة من (تهنا) للجزم .. فكما جاء في
__________________
(١) «البنان» (٧٤).
(٢) كان طلبه للعلم على يد والده ؛ إذ علمه القرآن العظيم ورباه ، وتفقه بالشيخ الفقيه النحوي عامر بن أحمد بن طاهر الخولاني ، والشيخ علي بن حسين بامهير. ورحل إلى مكة المكرمة وطلب العلم على الشيخ عبد الله بن أبي بكر القدري باشعيب وغيره.
(٣) هو الشيخ الفقيه عبد الله بن محمد بن عوض بن قطنة الشبامي. كان عالما فقيها ، له مصنفات ، عاصر الإمام الحداد ، وله ذكر في «مناقبه» ، وكان معدودا من أصحابه ، وله آثار علمية.
(٤) الاكتفاء من أبواب البديع ، وهو في قوله في البيتين : (تري) أي تريم ، و (الحري) أي (الحرير) ، وتعريف الاكتفاء وما إلى ذلك يؤخذ من كتب البلاغة.