المشرّفة ، فوقفها ، وقد أشكل شراؤها مع أنّها كانت معمورة في أيّام الشّيخ عبد الله القديم ، وما بالعهد من قدم حتّى يقال : إنّها خربت وجهل ملّاكها فعادت من الأموال الضّائعة فساغ للسّلطان بيعها ، ولبرهان الدّين شراؤها .. فالإشكال قويّ.
لكنّ الجواب حاصل بأنّ الخراب كثيرا ما يتكرّر على قرى حضرموت كما وقع في الحسيّسة والعر وغيرهما.
ومتى حصل الخراب .. تبعه الجهل بالملّاك سريعا في الغالب ؛ لأنّ شملهم يتفرّق وأمورهم تتمزّق ، فلا تبقى لهم بقايا معروفة ، بل يشملهم الاندثار والخمول.
وليس في اجتماع ابن الجعد والقديم ما يدلّ على سلامتها من الخراب إذ ذاك ؛ ألا ترى إلى مريمه الشّرقيّة فإنّها خاوية على عروشها منذ زمان طويل؟
وليس بالمستنكر أن يتّعد جماعة للاجتماع في أطلال أحد مساجدها لشأن من الشّؤون. ومثل هذا كاف لدفع الإشكال.
وجاء في حوادث سنة (٩١٦ ه) من «تاريخ شنبل» وغيره : أنّ عمر بن عامر الشّنفريّ سلطان آل عبد العزيز الشّنافر أخذ مدوده من أحمد بن بدر بخيانة من راميها.
__________________
المكين ذيل العقد الثمين للفاسي» للبدر ابن فهد المكي (خ) ، و «خبايا الزوايا» للعجيمي (٤٥) (خ) ، و «الجامع» لبامطرف باختصار.
وملخّص ترجمته : أنه الشيخ عبد الكبير بن عبد الكبير بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله باحميد ، المنتهي نسبه إلى أبي حميد الأنصاري الصحابي ، ولد بحضرموت حوالي سنة (٧٩٤ ه) ، وتوفي بمكة سنة (٨٦٩ ه) ، أخذ عن الإمام الشيخ عبد الرحمن السقاف ـ ت (٨١٩ ه) ـ وصحب أولاده : عمر المحضار ، والشيخ أبا بكر السكران ، وحسن ، وصحب الشيخ عبد الرحيم باوزير وابنه أحمد ، وساح في البلدان ، واجتمع بعدد من الصالحين كالشيخ الصديق بن إسماعيل الجبرتي بزبيد. حج سنة (٨٢١ ه) ، وزار سنة (٨٢٧ ه) ، ثم عاد إلى بلده ، ثم عاد إلى مكة ، وخرج إلى حضرموت مرة أخرى حدود سنة (٨٥٠ ه) ، وعاد إلى مكة سنة (٨٥٢ ه) ، ثم انقطع بها إلى وفاته.
أخذ عنه عدد من الأكابر ؛ كالحافظين السيوطي والسخاوي ، ولبسا منه خرقة آل باعلوي ، وأيضا لقيه الشيخ أحمد بن عبد القادر بن عقبة الشبامي وأخذ عنه ، وجمع ابن ظهيرة القرشي في مناقبه كتابا سماه : «نشر العبير في ترجمة الشيخ عبد الكبير» ، وتوفي بمكة ودفن بالشبيكة.