والسّيّد عيدروس بن سالم بن محمّد السّوم. والسّيّد عبد القادر بن عبد الله بن صالح الحامد.
ثمّ انتهت ولايتهم ، وأسندوا القضاء إلى السّيّد محمّد بن حسين الجفريّ ، ثمّ عزل وولي السّيّد علويّ بن عبد الله بن حسين (١) ، ثمّ انفصل وأسند القضاء للشّيخ امبارك عميّر باحريش (٢) ، أحد طلبة العلم بتريم ، وكان آية في النّزاهة على غرار سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن ، لو لا ضيق خلق وتعصّب يقصد به الاحتياط فيوقعه في تعنّت الشّهود من حيث لا يشعر.
ومن المقرّر أنّ الاحتياط ـ في حقّ القاضي ـ من أصعب ما يكون ؛ لأنّه إذا احتاط في جانب .. أضرّ بالآخر.
ومع حبّي له وإعجابي به وانقطاعه إليّ في قراءة كتب السّلف .. فقد لاحظت عليه أغلاطا ما أظنّه يتعمّدها ، ولكنّه يقع فيها بغشّ بعض المغرضين ، غير أنّه لا يرجع عنها.
ولمّا اضطرب القضاء بسيئون وتحوّل إلى تجارة ـ وكان الأغلب أن يلقى للقاضي حبله على غاربه ، لا رادّ لأمره ، ولا معقّب لحكمه ، بشرط أن يتجنب مساخط أهل النفوذ فقط ـ .. ساءت القالة ، وفي الأخير أنشئت لجنة للاستئناف ، فسرّ النّاس وأمّلوا الإنصاف ، وأن تكون الأحكام وفق المقرّر المعتمد من المذهب ، فما هي إلّا أيّام قليلة .. حتّى تبيّنوا أنّ النّكس شرّ من المرض ، وإليكم مثال من مقرّرات استئنافهم ؛ ليكون عنوانا لما سواه :
__________________
(١) قال السيد علوي المذكور في «تلحيصه» (١٥٧) : وفي سنة (١٣٦٤ ه) طلب مني السلطان جعفر المنصور ووزيره سالم المشهور مع زمرة ممن يعز علي من آبائي وإخواني أن أتولى القضاء ثانيا ولو لمدة وجيزة .. فقبلته وتوليته لمدة (٢٧) شهرا ، ويا ليتني لم أتحمله ، كما قال جدي محسن : (القضاء صفاء زلال لا تثبت عليه إلا أقدام الكمل من الرجال) ، ولست منهم في عير ولا نفير ، ثم تخلصت منه بالعزم على السفر. اه
(٢) مولده بتريم ، ودرس بمدرسة جمعية الحق بها ، وبرباط العلم ، وشيوخه كثيرون ، وكان من خواص السيد محمد بن حسن عيديد ، وهو الذي جمع له الثبت المسمى : «إتحاف المستفيد» ، توفي بتريم بعد خروجه من القضاء في شوال (١٣٦٧ ه).