أهل الاستئناف؟ لقد حفظوا شيئا وغابت عنهم أشياء ، ألم يعلموا أنّه يجب على القاضي الكامل بيان مستنده إذا نقض حكم غيره فضلا عن قضاة الضّرورة؟ وأيّ مستند بيّنه هؤلاء؟! أما كان الواجب عليهم بالتّنزّل وجعل إقرار المرأة أو وكيلها مانعا من سماع الدّعوى الثّانية ـ لغرض أنّه من غير تأويل ـ أن يقولوا : ثبت لدينا بشهادة فلان وفلان ، ويراعوا الأوضاع الشّرعيّة في جميع ذلك ، وينقلوا النّصّ الّذي اعتمدوه بعينه؟!
وإذا لم يكن شيء من ذلك .. فما قولهم إلا هراء ، بينه وبين الصّواب سبل وعرة وأرض عراء. والله أعلم.
كتبه : عبد الرّحمن بن عبيد الله
وبلغني أنّ السّيّد مصطفى ارعوى ورجع عن كلامه ، وأمّا الباقون .. فأصرّوا ، ولكن ألغي كلامهم وأعيد المال إلى رقيّة ، ثمّ فصلوا تماما وأسند الاستئناف إلى جماعة بتريم مدّة قليلة ، ثمّ هو الآن في يد السّيّد عبد الله بن صالح بن هاشم الحبشيّ (١) ، وفّقنا الله وإيّاه للسّداد ، وجعلنا وإيّاه ممّن يؤثر النّصوص المقرّرة في الاعتماد.
وهو مشهور بالنّزاهة ، إلّا أنّ من أصحابه مغرضين يزعم النّاس أنّه قد ينخدع بكلامهم.
ومن العلماء المشهورين والأشخاص الظّاهرين بسيئون : أخونا العلّامة الجليل السّيّد محمّد بن هادي بن حسن بن عبد الرّحمن بن حسن بن سقّاف (٢) ، فلقد شمّر ـ
__________________
(١) ولد بالحوطة ، وتوفي بها سنة (١٣٨٧ ه) ، وكان طلب العلم بمكة وكان فقيها عالما ، له اعتناء بعلم الفلك ، وقدم تريم ودرّس في الرباط في حياة الحبيب عبد الله بن عمر الشاطري.
(٢) ولد الحبيب محمد بن هادي بسيئون سنة (١٢٩١ ه) ، وتوفي بها في (١٥) رجب (١٣٨٢ ه).
نشأ في حجر والده ، وأخذ عن جملة من علماء عصره ؛ منهم : الإمام الأبر ، والحبيب علي الحبشي ، وقرأ على والده الحبيب هادي المتوفى سنة ١٣٢٩ ه) ، له رحلة إلى مصر سنة ١٣٤٢ ه) دوّن وقائعها مرافقه وتلميذه الشيخ بكران الصبان ، وأخرى إلى الحجاز كتب وقائعها تلميذه السيد محمد شيخ المساوى. وجمع بعضهم كلامه ومواعظه في مجلد. ينظر : «التلخيص» (٩٧ ـ ٩٨) ، «تاريخ الشعراء» (٥ / ١٦٦).