ولا خوى نجمي ، ولا تغيّر رأيي ، وأنا الّذي أقول [من الطّويل] :
وقد أحسن الحسّاد بي حيث كايدوا |
|
مكاني من السّلطان حتّى تغيّرا |
لأنّي لو قاربته في مشورة |
|
لأتعبت نفسي أو لكنت مقصّرا |
وأنّى يحابي من بناه إلهه |
|
على الصّدق والتّصريح من يوم أثغرا |
صفا لهم جوّ السّياسة فانتهوا |
|
إلى ما اشتهوا والحال يكفيك مخبرا |
فقد طوّقوا أعناقهم بملاوم |
|
تدوم إلى أن يبعث الخالق الورى |
وقد أنشبوا أوطانهم في معاطب |
|
تطيل لذي اللّبّ البكا والتّحسّرا |
وتكثر للوالي النّدامة والأسى |
|
لو انتبهت أفكاره وتدبّرا |
وقد خار لي الرّحمن في البعد عنهم |
|
فلا ذنب لي إذ لا حضرت ولا أرى |
وفي جمادى الآخرة من سنة (١٣٣٧ ه) توجّه الأمير عليّ بن منصور بن غالب يحمل توكيلا من والده بإمضاء تلك المعاهدة بدار الاعتماد في عدن ، وتوجّه الأمير سالم بن عبود بن سالم يحمل توكيلا من السّلطان محسن بن غالب بإمضائها ، ونزلا بالمكلّا على ضيافة السّلطان غالب بن عوض القعيطيّ ، وسارا بمعيّته إلى عدن حيث وقّعوا عليها هناك.
وكان السّلطان المنصور بن غالب ، وأخوه السّلطان المحسن بن غالب تقاسما الممالك بوثيقة محرّرة بينهم لتاريخ فاتحة رجب من سنة (١٣٣٦ ه) ، فكانت سيئون ومريمه وتريس وأعمالها للمنصور ولأولاده من بعده ، وكانت تريم والغرف للمحسن بن غالب ولأولاده من بعده.
وفي (١٢) من جمادى الأولى سنة (١٣٤٣ ه) توفّي السّلطان محسن بن غالب بسيئون ، وخلفه ولده السّلطان عبد الله بن محسن ، وكان رحيب الصّدر ، طويل الباع ، رخيّ البال ، رقيق الطّبع ، مأمون الغضب ، جميل الأخلاق ، خبيرا بالأمور ، خليقا بالملك ، إلّا أنّه لا ينجو من بيت ليلى الأخيليّة ـ الّذي تمثّلنا به في