ولا تزال لأعقابهم من آل خليفة أموال بصليلة وما حواليها ؛ لأنّهم من بني حارثة الحبوظيّ.
والفرقة الأخرى : بنو حارثة العرّ ؛ لأنّهم كانوا يسكنون القارة الّتي بسفح الجبل الجنوبيّ الّذي على يمين الذّاهب من الجهة الغربيّة إلى الحسيّسة وتاربه وما وراءهما.
وقد جاء في أخبار سنة (٦١٩ ه) أنّ عمر بن مهديّ أحد أمراء الرّسوليّين باليمن أعاد بناء قارة العرّ (١) ، ولن يعيده إلّا عن سابق بناء وانهدام.
وكان الشّيخ عبد الرّحمن السّقّاف متزوّجا بها على امرأة من بني حارثة العرّ ، وهي أمّ بنته عائشة ، وله بها مسجد لا يزال موجودا إلى اليوم.
وصهر إليهم أيضا الشّيخ عمر المحضار ، فمنهم أمّ بنته مريم (٢).
وإليها ينسب السّيّد عبد الرّحمن بن عليّ بن الشّيخ محمّد بن حسن جمل اللّيل ، فيقال : عبد الرّحمن قارة العرّ ، وبها يسكن السّيّد علويّ بن عقيل.
وقد أشرنا في سيئون إلى قصّته مع الشّيخ عمر بن عبد الله بامخرمة ، وهي ما جاء في الحكاية (١٤٨) من «أنس السّالكين» للسّيّد باهارون (٣) : (أنّ السّيّد الشّريف علويّ بن عقيل بن أحمد بن أبي بكر السّكران بن عبد الرّحمن السّقّاف أقبل من العرّ إلى بور ، فألفى السّلطان عبد الله بن جعفر والفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة جلوسا على عصبيّ الجامع (٤) ، فقال بامخرمة بصوت خافت ، لا يمكن للسّيّد أن يسمعه : إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا.
فدخل السّيّد علويّ إلى المسجد وصلّى ركعتين ، ثمّ خرج إلى العصبيّ وضرب
__________________
(١) «شنبل» (٨١).
(٢) وإلى مريم هذه ينسب السادة آل الكاف من جهة الأمهات.
(٣) هو السيد عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن هارون بن حسن بن علي بن الشيخ جمل الليل ، توفي بالهند ، ولم تؤرّخ وفاته.
(٤) العصبي ـ بضم العين وسكون الصاد ـ : الدكة التي تكون خارج المسجد وقد تحيط به ، يجلس الناس عليها.