وأقامت طائفة منهم بعدن ، وهم أهل البئر المعطّلة ، وطائفة بحضرموت ، وهم أهل القصر المشيد) إلى أن قال : (وقريبا من هذا الزّمان أصحاب الرّسّ ، ومسكنهم أيضا حضرموت).
ومنها : قول الميدانيّ : (إنّه يقال لجبل أهل الرّسّ : دمخ) (١).
وفي حضرموت جبلان :
جبل في جنوب الغرف ، يقال له : (دمح) بالحاء المهملة.
وجبل بالسّاحل ، يقال له : (دمخ) بالخاء المعجمة ، له دخلة في البحر ، وهو الحدّ الفاصل بين القعيطيّ والمهريّ حسبما فصّلناه في موضعه ، وبما أنّ كلا الموضعين من بلاد حضرموت .. ففيها شواهد عدل على صدق ما اشتهر به وجود قبر حنظلة بن صفوان عليه السّلام بحضرموت.
وفي الجزء الثّامن من «إكليل الهمدانيّ» [ص ١٣٨] وما بعدها حديث طويل عن قبر حنظلة بن صفوان ، وليس فيه التّصريح بأنّه في حضرموت ، ولكنّه قد يفهم منه.
وقال المفسّرون ـ والعبارة للبغوي ـ : (روى أبو روق عن الضّحّاك أن هذه البير ـ يعني المعطّلة ـ كانت بحضرموت في بلدة يقال لها : حاضوراء ، وذلك أنّ أربعة آلاف نفر ممّن آمن بصالح نجوا من العذاب .. أتوا حضرموت ومعهم صالح ، فلمّا حضروا .. مات صالح ، فسمّي : حضرموت ؛ لأنّ صالحا لمّا حضره مات ، فبنوا حاضوراء وقعدوا على هذه البير وأمّروا عليهم رجلا ، فأقاموا دهرا وتناسلوا حتّى كثروا ، ثمّ إنّهم عبدوا الأصنام وكفروا .. فأرسل الله عليهم نبيّا يقال له : حنظلة بن صفوان ، وكان حمّالا فيهم ، فقتلوه في السّوق ، فأهلكهم الله وعطّلت بيرهم ، وخرّبت قصورهم) اه (٢)
وفي شمال قبر حنظلة قرية يقال لها : الرّييده. وفي غربيّها : وادي مدر.
__________________
(١) ذكرها الميداني في «مجمع الأمثال» (١ / ٤٢٩) عند قوله : (طارت بهم العنقاء).
(٢) «تفسير البغوي» (٣ / ٢٩١).