انعطاف ، فيما يقرب من العبر ، إلّا أنّ الجبل الطّويل ـ الّذي يمتدّ من هناك إلى نحو سيحوت ـ يفصلها عن بلاد حضرموت.
وقال الهمدانيّ في الجزء الأوّل من «الإكليل» [١ / ١٩٣ ـ ١٩٤] : (وولد الحارث بن قحطان بن هود بطنا يقال لهم : الأقيون ، دخلوا في حمير ، وهم رهط حنظلة بن صفوان ، ووجد في قبره لوح مكتوب فيه : أنا حنظلة بن صفوان ، أنا رسول الله ، بعثني إلى حمير وهمدان والعريب من أهل اليمن ، فكذّبوني وقتلوني ، فمن يرى هذا الخبر .. يرى أنّه بعث إلى سبأ بمأرب ، فلمّا كذّبوه .. أرسل الله عليهم سيل العرم) اه
ولا يخلو عنه الوهم في المكان والزّمان.
ثمّ قال : قال ابن هشام : هو حنظلة بن صفوان من الأقيون بني الرّسّ. والرّسّ مدينة بناحية صيهد ، وهي بلدة مخترقة ما بين بيحان ومأرب والجوف فنجران فالعقيق فالدّهناء فراجعا إلى حضرموت .. إلى أن قال :
حنظلة بن صفوان بن الأقيون. كذا رواه النّسّاب ؛ مثل : الأملوك ، والأصنوع ، والأخصوص. وكان هذا الاسم جمّاع قبيلة ، ولمّا كذّبوه .. أهلكهم الله. كما قال : (وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) وقال رجل من قحطان يرثيهم [من الهزج]
بكت عيني لأهل الرّ |
|
سّ رعويل وقدمان |
ومنها : قول المحدّث الشّهير محمّد بن أحمد عقيلة (١) في كتابه «نسخة الجود في الإخبار عن الوجود» (٢) : (أمّا من آمن بصالح عليه السّلام .. فسار إلى اليمن ،
__________________
(١) الشيخ العلامة ، المتوفي بمكة سنة (١١٥٠ ه) ، روى عن الحبيب علي بن عبد الله العيدروس صاحب سورت مكاتبة ، له مصنفات عديدة تبلغ (٩٠) مؤلفا ، له ترجمة في «مختصر نشر النور» (٤٦٢) ، و «سلك الدرر» (٤ / ٣٠).
(٢) اسمه كاملا : «نسخة الوجود في الإخبار عن حال الوجود» ، قال عنه ميرداد : (ذكر فيه من ابتداء العالم إلى زمانه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والخلفاء والملوك والسلاطين ومشاهير العلماء. وفي آخره أحوال المعاد. يوجد منه الآن بمكة نسخة واحدة عند السيد حسين الحبشي ، قال في آخرها : كان الفراغ من تأليفه في جمادى الأولى سنة ١١٢٣ ه) اه