ومنهم : السّيّد الفاضل أحمد بن طاهر بن أحمد بن طاهر بن حسين ، له اعتناء بالأوراد ، توفّي بسنغافورة في (١٥) رمضان سنة (١٣١٤ ه).
ومنهم : العلّامة السّيّد عبد القادر بن أحمد بن طاهر بن حسين ، له سعة اطّلاع ، توفّي بالمسيله سنة (١٣٠٠ ه).
وقد عاش آل طاهر إلى وفاة الحبيب عبد الله بن حسين مع آل يحيى على عبادة الله ومدارسة العلوم ، والأمر بالمعروف ، والإنكار للمنكر.
وكان عبد الله بن عمر بن يحيى جبلا من جبال التّقوى ، وبحرا من بحور العلم ، توفّي بالمسيله في سنة (١٢٦٥ ه) (١) بإثر وفاة ولد له شديد الأسر ، حديد الفهم ، يعرف مواقع رضاء أبيه ويفعل ما يحبّه من غير إشارة ، حتّى لقد ورده السّيّد حسن بن حسين الحدّاد وحده ، فذبح له كبشا ساحّا كبيرا ، وما كاد يستقرّ به المجلس حتّى دعاه وسارّه بقوله : اذبح الكبش الفلانيّ ـ يعني المذبوح ـ وإنّما لم يكتف بعمله حسب العادة ؛ لإيثار الخروج عنها بذبح الكبش الكبير لواحد ، فقال لوالده : إنّه لم يأت إلّا وحده مع خادم واحد ، فيكفي له رأس صغير.
فقال : لا تراجع ، واذبح الكبير ، قال : قد ذبحته. فسرّ منه وقرّت به عينه. واسمه أبو بكر.
وسمعت والدي يروي عن الأستاذ الأبرّ أنّ قصّة ذبح الكبش للحدّاد وقعت للحبيب عبد الله بن حسين مع أحد أولاده ، والّذي يرويه آل يحيى بحذافيرهم : الأوّل ، والأمر قريب ، والتّعدّد بعيد.
ثمّ توفّي بعده بها ولده العلّامة الجليل عمر بن عبد الله في سنة (١٢٧٧ ه) ثمّ أخوه الصّوفيّ الفقيه محمّد سنة (١٣٠٨ ه) ، ودفن بها.
__________________
(١) العلامة الكبير عبد الله بن عمر بن أبي بكر ، كان واحدا من العبادلة السبعة فقهاء حضرموت ، ولد بالمسيله سنة (١٢٠٧ ه) ، وتوفي بها كما ذكر المؤلف ، له ترجمة في : «عقد اليواقيت» ، و «تاريخ الشعراء» (٣ / ٢٠٨ ـ ٢١٤) ، وأخبار متفرقة في «العدة».