وبين أن تدفعها للقعيطيّ فيرتفع بعسكره عن النّويدرة فاختارت هذه ، ووقع النّاس من جرّاء تحصيلها في قرن الحمار ، وكتبت بينهم وثيقة بتاريخ ربيع الثّاني من سنة (١٢٩٤ ه) ، أوردناها مع تفصيل أخبار تلك الحادثة مفصّلة في «الأصل» ، وإلى هذه الحادثة الإشارة بقول العلّامة ابن شهاب [في «ديوانه» ١٢١ من الكامل] :
كم فتنة فيها اكفهرّ وبالها |
|
حمد الأنام سراي في إخمادها |
وهو بارّ راشد في ذلك ، فلقد كان له السّعي الحثيث في الإخماد ، ثمّ كانت له اليد البيضاء في تحصيل الدّراهم.
أمّا محمّد بن عبد الله بن عمر .. فترك أولادا كراما ؛ منهم : شيخ ، وعمر ، وأحمد ، لهم مساع جليلة ، وفضائل جميلة ، وهم من أخصّ النّاس بأستاذي الأبرّ عيدروس بن عمر ، أقاموا عنده بالغرفة مدّة طويلة للأخذ والتّلقّي عنه. توفّي الأوّل بالمسيله سنة (١٣١١ ه) ، والآخران بمكّة بعد أداء النّسكين سنة (١٣١٠ ه) وولده عبد القادر بن محمّد حيّ يرزق إلى الآن.
وأمّا السّيّد عمر بن عبد الله .. فقد ترك أولادا منهم : المتّفق على صلاحه وتقواه ، السّيّد أبو بكر بن عمر ، المتوفّى بسربايا سنة (١٣٣١ ه) (١).
ومنهم : تاجر الآخرة ، المشارك في كثير من فنون العلم ، الوالد : أحمد بن عمر بن يحيى ، المتوفّى بتريم سنة (١٣٥٧ ه) ، وكان النّاس ينسبونه إلى الشّذوذ ؛ لأنّه يسامح في الكبير ويشتدّ في الصّغير ، وربّما عزّ عليّ الانفصال عن قولهم : (لأنّه يجود بالألف وقد يضنّ بالدّرهم) وكنت ألوم نفسي ، وأستحيي من نظيره حتّى رأيت
__________________
(١) هو الحبيب المرشد الصالح أبو بكر بن عمر بن عبد الله بن عمر ، وكان من خواصه السيد العلامة علوي بن محمد بن طاهر الحداد ، الذي جمع بعض الكراريس من منثور كلامه ومواعظه ، وللحبيب أبو بكر رسالة حوت فوائد وأذكار (مخطوط) ، وله ذرية منتشرة ، ومن أجلّ ذريته : ابنته السيدة المسندة العابدة الصالحة فاطمة بنت أبي بكر ، المتوفاة بتريم في (١٢) جمادى الأولى (١٣٥١ ه).