أمّا ولده عليّ بن علويّ خالع قسم .. فقد انتقل من بيت جبير في سنة (٥٢١ ه) إلى تريم ، وبها توفّي سنة (٥٢٩ ه).
وبيت جبير واد واسع ، قال الشّلّيّ : كان (كثير المياه والأنهار) ، وأنا في شكّ من الأنهار ما لم يعن النّهر الّذي كان يجري في أخدود مسيل سر وعدم ؛ فإنّه قريب من شراج بيت جبير ، ولكن ما أظنّه ينبسط عليها ولا يسقي شيئا منها في أيّام الشّلّيّ ، فما هو إلّا باعتبار الزّمان القديم وقتما كانت حضرموت بأسرها رياضا غنّاء ، وجنانا خضراء ، ثمّ كان من معن بن زائدة ما كان من سكّ سكر الأنهار ، وأعقبه انهيار سدّ سنا ، فذوى النّبات واشتدّ الإسنات ، ولم يبق إلّا السّيول الّتي يذهب أكثرها ضياعا في وادي بيت جبير ؛ لعدم إصلاحه ، واندثار أسوامه وضمره.
وقد أخبرني العلّامة الشّيخ فضل بن عبد الله عرفان ، عن شيخنا العلّامة الفاضل علويّ بن عبد الرّحمن المشهور : (أنّ أموال بيت جبير صارت من جملة الأموال الضّائعة مرّتين ، وأنّ بيت المال قد باعها مرّتين). وهذه فائدة نفيسة نحتاج إليها في كثير من المواضع.
وأكثر مسمّى وادي بيت جبير يدخل بين الجبل الّذي في طريقه إلى الصّومعة والجبل الشّرقيّ الّذي يحاذيه.
وفي بيت جبير قامت دولة الشّيخ عمر بن عبد الله بن مقيص الأحمديّ اليافعيّ بإشارة العلويّين حسبما فصّل ب «الأصل».
واشتروا له حصن مطهّر الواقع بحضيض جبل كحلان في ركنه الشّماليّ على يسار الذّاهب إلى تريم.
وكان لآل مطهّر ناس من يافع ، وقد وزّر له العلّامة السّيّد عبد الله بن بو بكر عيديد ، الّذي هجاه بعد ذلك بما نقلناه في «الأصل» ، وكانت دولته أقصر من ظمء الحمار حتّى لقد صارت مضرب المثل في قصر المدّة ، وعمّا قريب يأتي ذكر شراء الدّولة الكثيريّة لهذا الحصن.