الوصيّة ، ولم يقدر على إبطالها لا بحضرموت ولا بجاوة ، ثمّ نشبت بينهم وبين آل فلّوقة ـ الواقعة حصونهم إزاءهم بسفح الجبل الشّرقيّ المسمّى باعشميل ـ حرب ، فابتزّت طارفهم وتليدهم ، حتّى أثقلت كواهلهم الدّيون ، وأبحر عمر إلى جاوة ، وبقي على ما يقدر عليه من المبرّات إلى أن مات في سربايا حوالي سنة (١٣٣٥ ه) ، وما علمناه إلّا شهما أبيّا ومقداما عربيا [من الطويل] :
يزيد على فضل الرّجال فضيلة |
|
ويقصر عنه مدح من يتمدّح |
ويدلج في حاجات من هو نائم |
|
ويوري كريمات النّدى حين يقدح |
وخلّف أولادا كثيرين ؛ منهم : الشّاعر المطبوع عبد القادر بن عمر (١) ، له أشعار عاميّة ، لكنّها جزلة المعاني ، حلوة المباني ، وله هجاء كثير لجمعيّة الحقّ بتريم ، وممّا يطربني من شعره : قوله ـ من قصيدة مجّد فيها مولاه ـ :
هو لي عطى موسى العصا |
|
هو لي رتق هو لي فتق |
وقت الاجابة من عبيده |
|
ناطق القدرة نطق |
في الإبتدا قالوا بلى |
|
ومن بقي صادق صدق |
والإنتها يلطف بنا |
|
يوم الغرق يوم القلق |
والعترة العظمى خلق |
|
ها ربّنا ميزان حقّ |
في علم مكنون السّرا |
|
ئر علم ما هو في ورق |
من يبغض اهل البيت با |
|
له يوم واحد ما شرق |
لو كان لي فيهم ولا (٢) |
|
با دقّهم في الأرض دقّ |
ويقال : له ابن عمّ على غير رأيه يقال له : عليّ بن صالح بن امبارك أحرق «ديوانه».
__________________
(١) توفي عبد القادر بن عمر بسربايا سنة (١٣٤٢ ه) ، الملقّب أبو صالح والشّعيرة ، ولقب الشّعيرة أطلق على جده امبارك ؛ لأن أمه كانت تحبه جدا وتسميه شعيرة العين ، ومنه سرى اللقب لأولاده وأحفاده.
(٢) أي : لو كان لي ولاية على من يبغض أهل البيت .. لدققتهم بالأرض دقا.