وتريم موضع الملوك من بني عمرو بن معاوية ؛ منهم : أبو الخير بن عمرو الوافد على كسرى ليستمدّ منه على ابن الحارث بن معاوية) اه (١)
وما ذكره عن دمّون مخالف لما ذكرناه عنه فيها ، ما لم يرد دمّون الشّرقيّة الآتي ذكرها ؛ فإنّه ممكن.
وجاء ذكر حورة فيه بالزّاي المعجمة ، وهو غلط من النّاسخ لم يهتد إليه مصحّحه حين الطّبع.
وممّا استدركه «التّاج» على «أصله» قوله : (وتريم ـ كأمير ـ مدينة بحضرموت ، سمّيت باسم بانيها تريم بن حضرموت. قال شيخنا (٢) : هي عشّ الأولياء ومنبتهم ، وفيها جماعة ممّن شهد بدرا ، وهي مسكن السّادة آل باعلويّ ، ومنها تفرّقوا في البلاد) اه
وهذا كلّه صحيح ، ولا وهم فيه ، وبمجرّد ما وصل كتابه صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى تريم .. أسلم أهلها ، وانتشر الإسلام بحضرموت ، وكان سليم بن عمرو الأنصاريّ داعية الإسلام بحضرموت ، فنجح نجاحا باهرا. ولمّا توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وارتدّ من ارتدّ بحضرموت .. ورد كتاب أبي بكر الصّدّيق على لبيد بن زياد (٣) وهو بمدينة تريم ، فقرأه على أهلها فبايعوه ، ثمّ بايعه أكثر أهل حضرموت ،
__________________
(١) يفهم من كلام الهمداني هذا : أن تريم كانت محكومة من قبل الملوك بني معاوية الأكرمين من كندة ، وقد صحح العلامة علوي بن طاهر الحداد هذه المعلومة .. فقال بعد أن عدد قبائلهم وفخائذهم التي كان فيها الملك : ولم تكن تريم ولا أسافل وادي حضرموت بمنزل لهم ، وإنما كانت منازل حضرموت القبيلة الأصلية الحضرمية والسّكون من كندة ، ومن هؤلاء : بنو قتيرة سكان تريم إذ ذاك.
وإنما كانت منازل كندة الملوك في أعالي وادي حضرموت ، وقد أصابتهم الحرب بحدها لما ارتدوا ، فضعفوا وتفرقوا أيادي سبأ ، وسلمت السكون والسكاسك من ذلك.
(٢) هو السيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس ، شيخ الزبيدي صاحب «التاج».
(٣) اسمه في معاجم الصحابة وكتب التاريخ : زياد بن لبيد ، ممن شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما كانت الردة .. قام بالقبض على الأشعث بن قيس ، وبعث به أسيرا إلى أبي بكر رضي الله عنه.