أكثره هنا ، ولكن لا حاجة إلى الإطالة مع إمكان الإحالة.
واضرب بطرفك حيث شئت .. فلن تجد أحدا من العلويّين اتّفق له ظهور وجاه ضخم إلّا اقشعرّ له بطن تريم ، خلا ما كان من العيدروس الأكبر ، فلقد استجهر النّاس بمجد وجود انقطع لهما الحسود ، فكان كما قال ابن الرّوميّ [من الكامل] :
ما أنت بالمحسود لكن فوقه |
|
إنّ المبين الفضل غير محسّد |
يتحاسد القوم الّذين تقاربت |
|
طبقاتهم وتشابهت في السّؤدد |
فإذا أبرّ أميرهم وبدا لهم |
|
تبريزه في فضله لم يحسد |
على أنّ العادة لم تنخرم فيه ؛ بآية أنّه لم يأخذ عنه ولم ينتفع به .. إلّا أولاده والسّيّد عمر بن عبد الرّحمن صاحب الحمراء فقط ، فلعلّ ما يذكر من إقبال النّاس عليه في حياته مبالغ فيه وإنّما اشتدّ ظهوره بانتشار الدّعاية له بعد وفاته (١).
والخامسة : لم يكثر التّأليف في العلويّين إلّا بعد ظهور السّادة آل العيدروس (٢) ، فلقد كلّفت الفاضل النّزيه الشّيخ امبارك عمير باحريش ـ قاضي تريم سابقا وسيئون الآن ، إذ كان محبّا لآل عبد الله بن شيخ وعارفا بمآثرهم ـ أن يلخّص لي أسماء ما يعرف من مؤلّفاتهم ، فأحصى لي كثيرا منها ؛ من ذلك : أحد عشر مؤلّفا للسّيّد الجليل شيخ بن عبد الله (٣).
ومنها : كتاب «الشّجرة النّبويّة في تحقيق أنساب السّادة العلويّة» لابنه العلّامة النّسّابة عبد الله بن شيخ (٤).
__________________
(١) في «المشرع» (٢ / ٣٤٥) قول آخر ينظر منه.
(٢) أي : من أواسط القرن العاشر الهجري ؛ لأن جدهم العيدروس الأكبر توفي سنة (٨٦٥ ه).
(٣) هو السيد الإمام شيخ بن عبد الله الأكبر بن شيخ بن الإمام عبد الله العيدروس ، المولود بتريم سنة (٩١٩ ه) ، والمتوفى بالهند سنة (٩٩٠ ه) ، والد صاحب «النور السافر» ، ومؤلف «العقد النبوي». وله مؤلفات كثيرة ذكرها ابنه صاحب «النور السافر» فلتراجع منه.
(٤) هو (الأوسط) صاحب القبة بتريم ، المولود بها سنة (٩٤٥ ه) ، والمتوفى ساجدا في صلاة العصر سنة (١٠١٩ ه).