كالبحر يمطره السّحاب وما له |
|
فضل عليه لأنّه من مائه (١) |
ولقد سبق أن قدّم لي الأستاذ الكريم عبد الله بن محمّد الحبشيّ (٢) نسخة مصوّرة لمؤلّف عالم حضرموت ومؤرّخها في عصرنا : السّيّد عبد الرّحمن بن عبيد الله السّقّاف ، المتوفّى سنة (١٣٧٥ ه) وصفه الأستاذ عبد الله بأنّه من الكتب القيّمة النّادرة في موضوع جغرافيّة حضرموت.
فرأيت في تقديم هذا الكتاب على صفحات المجلّة ما قد يكون من البواعث للاهتمام بما قد يتعرّض له من أبحاث ، أو يعرضه من معلومات ؛ ليتّسع المجال أمام الباحثين.
ويبدو أنّ مؤلّف السّقّاف هذا هو خلاصة ممّا كتب عن تلك البلاد ؛ فقد انتهى من تأليفه سنة (١٣٦٧ ه) قبل وفاته بثماني سنوات. وقال بأنّه ألّفه باقتراح من بلخير ـ ولعلّه الأستاذ عبد الله عمر بلخير ـ وقدّمه لسعود بن عبد العزيز حين كان وليّا للعهد قبل أن يتولّى الملك ، وكان بلخير مستشارا له.
ولقد خلا الكتاب ممّا شاب كثيرا من مؤلّفات بعض أحبابنا الحضارمة ، ممّا يتعلّق بطغيان العواطف في تقدير العلماء والسّادة ، بدرجة تقلّل الثّقة بكثير من تلك المؤلّفات من الوجهة التّاريخيّة البحتة.
ويبدو أنّه لخّصه (٣) من كتابه : «إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت» ، فكثيرا ما يختم بعض العبارات بقوله : (وهذا مفصّل في أصله) أو : (وقد أوردناه في الأصل) وهو يعني : ما لم يرد ذكره.
__________________
(١) البيت للمتنبي.
(٢) السّيّد عبد الله الحبشي : باحث موسوعيّ في التراث اليمني ، له جهود علميّة كبيرة وبارزة في مخطوطات التّراث الإسلامي ، وله مؤلّفات فريدة في هذا الباب ، وهو حاليّا في المجمّع الثقافي ب (أبو ظبي) ، مظهر من مظاهر النفع فيما يخرجه من الكتب المحقّقة والدراسات. حفظه الله تعالى.
(٣) اختلط الأمر هنا على الشّيخ الجاسر ، والصّحيح أنّ كتاب «إدام القوت» مختصر من الكتاب الكبير «بضائع التّابوت في نتف من تاريخ حضرموت» ويقع في ثلاثة مجلدات ضخام ، وقد اختصره المؤلّف بطلب من الشيخ عبد الله بلخير ، ومن ديباجة الكتاب يتضح كل ذلك.