وقال السّيّد سالم بن أحمد المحضار : (وفي سنة «١٣١٤ ه» استولى الجمعدار (١) غالب بن عوض القعيطيّ على وادي ميفع ، أخذه بالشّراء الصّحيح من آل بامزاحم ، وآل باحفيظ ، وآل بامعبد.
ولمّا علم بذلك آل عبد الواحد .. رفعوا عليه دعوى في عدن وطال النّزاع ، ولكنّه انتهى بفوز القعيطيّ.
وفي سنة «١٣١٥ ه» بنى المصانع والحصون بميفع وساق الأكرة والعمّال من المكلّا ، وحصّنها بالعساكر ، وهي بالحقيقة أرض آل عبد الواحد ، ولكنّ القعيطيّ غلبهم عليها مع ضعفهم) (٢). هذا حاصل كلامه باختصار وتلطيف.
وقوله : (غلبهم القعيطيّ) لا يخالف ما قبله من قوله : (أخذه بالشّراء الصّحيح) ؛ لأنّ الشّراء واقع على ملك اليد ، والغلبة واقعة على الإمارة ، وقلّما تؤخذ إلّا غصبا.
قال المتنبّي [في «ديوانه» ١ / ١٢١ من البسيط] :
فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي |
|
والبرّ أوسع ، والدّنيا لمن غلبا |
وقال [في «ديوانه» ٣ / ١٤٧ من الخفيف] :
من أطاق التماس شيء غلابا |
|
واغتصابا .. لم يلتمسه سؤالا |
__________________
فائدة : كان وادي ميفع ـ وهو قطعة من وادي حجر ممّا يلي السّاحل ـ في القديم من أملاك كندة وفي القرن العاشر غار عليه آل سدّة حكّام ميفعة ، ثم كان لآل عبد الواحد بها ملك. اه «الشّامل» : ص (٧٤).
(١) الجمعدار : (رتبة عسكرية) كلمة هندية الأصل ، وتعادل هذه الرتبة في أيامنا رتبة ملازم أول ، وكانت تعني في عصر المؤلف : رئيس الجماعة ، وقد يصل عدد هذه الجماعة إلى ألفين أو أكثر من الجنود التابعين لجيش نظام حيدر آباد.
(٢) ومثله في «الشّامل» (ص ٧٤ ـ ٧٥) ، ولم يذكر فيه أنّها لآل عبد الواحد حقيقة كما هنا ، وزاد بعد هذا : (ولكنّ حمّى الصفرا وحمّى الوخم كانت تنقص من أعداد العسكر والعمّال ، ولم يستفد السّلطان منها شيئا يذكر) اه