حضر ، وحسن إن غاب ، غير أنّ أكثر إقامة علويّ وأولاده بالسّبير.
وكان الحسن لا يفارقه ؛ فهو الّذي تكثر إمامته له ، وإذا زاروا هودا عليه السّلام .. كان الّذي يسلّم بالنّاس عند البير : علويّ ، وعند الضّريح : الحسن.
وكان هو الّذي يحمل عن أبيه عامّة أمره في أيّام حياته ، وذكر السّيّد علويّ بن أحمد : أنّ السّيّد محمّدا الجفريّ وزين العابدين الحبشيّ وسائر الدّرسة تأخّروا عن الحضور على علويّ بعد والده ؛ لأنّه لم يدرّس في حياة أبيه ، ولمّا رأى الحسن تثاقلهم عن دروس أخيه .. حضر عنده وأتمّ عليه «سنن أبي داود» الّتي مات والده في أثناء قراءته إيّاها عليه ، وأراد السّيّد زين العابدين أن يعمل قبّة على ضريح القطب الحدّاد ، فمنعه آل العيدروس ، وأمّا الصّندوق .. فقد استوفينا قصّته في «الأصل».
وعن السّيّد حسين بن محمّد بن القطب الحدّاد أنّه قال : سمعت ناسا من تريم ـ منهم السّيّد شيخ بن محمّد بن شهاب ـ يقول : لو لا حسن .. لما قام منصب آل الحدّاد ، لا يقدر علويّ ولا غيره على ما تحمّله حسن ؛ لأنّ الحسين توفّي والده وهو مريض ، وزين صغير ، وعلويّ مائل عن تدبير ما النّاس فيه ، وإنّما هو صاحب عبادة ، وأمّا الحسن .. فقد جمع العلم والعمل والفتوّة ورجاحة الرّأي.
توفّي الحسن بن عبد الله الحدّاد في سنة (١١٨٨ ه) عن تسعين عاما إلّا تسعة أشهر ، وقام في مقامه ابنه العالي المنار ، الجليل المقدار : أحمد بن حسن ، إلّا أنّه لم يسلم من منازعة السّيّد عليّ بن علويّ بن القطب الحدّاد له ، غير أنّه توفّي وشيكا في سنة (١١٨٩ ه).
واستقلّ بعده الحبيب أحمد بن حسن بالمنصب ، وكان أهلا ؛ لتمام كفاءته ، وهو صاحب العلوم الزّاخرة ، والمؤلّفات الشهيرة ، وأكثرها فائدة وأجملها عائدة : «سفينة الأرباح» في مجلّدات ثلاثة كبار.
وقد جاء في «المواهب والمنن» الّذي استعنت به في الموضوع : أنّه ـ أعني مؤلّفه الحبيب علويّ بن أحمد بن حسن ـ قرأ «سفينة الأرباح» على جدّه الحسن.