وله هيبة في الصّدور ، توفّي سنة (١٣٠٩ ه) ، وكان ولده العالم النّاسك المتبتّل عبد الله بن عليّ غائبا بجاوة ، ولكنّه وصل على وشك انقضاء أجل أبيه ، ثمّ عاد إلى جاوة سريعا ، فكأنّما كان على ميعاد من موت والده ، ولمّا فرغ من أمره .. انقلب على إثره.
وقد أحضرني عليه والدي في قدمته تلك فقرأت عليه ، وألبسني ، وشابكني ، وأجازني ، كما قد استجاز لي من والده عليّ بن حسن ، واجتمعت به ـ أعني الحبيب عبد الله ـ بمنزله في جاوة أوائل سنة (١٣٣٠ ه) ، وكان صادعا بالحقّ ، شديدا على أهل الجاه والرّئاسة من العلويّين ، وطالما احتجب عنهم وردّهم عن بابه ، توفّي ببانقيل من أرض جاوة في سنة (١٣٣١ ه).
وأمّا الّذي خلف على المنصب بعد السّيّد عليّ بن حسن الحدّاد .. فهو السّيّد عبد القادر بن أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن حسن بن القطب الحدّاد ، وكان شهما فاضلا عالي الهمّة قويّ النّفس ، توفّي بخلع راشد في القعدة من سنة (١٣١٣ ه).
وخلفه الحبيب حسن بن عمر بن حسن بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن القطب الحدّاد ، وكان أبيض القلب ، كثير التّواضع ، صادق الإخاء لوالدي ، توفّي في القعدة من سنة (١٣٢٢ ه).
وخلفه ولده عليّ بن حسن ، وكان شهما كريما ، فحصلت عليه أذيّة من آل تريم ، فركب إلى جاوة ، وكان آخر العهد به.
وخلفه على المنصب أخوه عبد القادر بن حسن ، وتوفّي في محرّم من سنة (١٣٥٢ ه).
وخلفه السّيّد عبد الله بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد الحدّاد ، وتوفّي في جمادى الآخرة سنة (١٣٥٣ ه).
وخلفه السّيّد عيسى بن عبد القادر بن أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الحدّاد إلى أن توفّي في رجب من سنة (١٣٥٤ ه).