فعل. وقد أفتى مشايخنا وغيرهم بأنّ الأصل سنّة ، والكيفيّة بدعة ، وهو ظاهر) اه بنوع اختصار
ولا يبعد عنه ما كان من عمر بن عبد العزيز من إبداله ما اعتاده بنو أميّة بآية : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) إلى آخرها.
وكان عبد الله غرامة شديدا على الأعداء ، ليّن العريكة للضّعفاء ، سهل الجانب لهم ، وله أصحاب من الحاكة والأراذل يتنادرون عليه كأنّه أحدهم ، وهو يجرّئهم على نفسه ليأنس بهم ، وتسقط كلفة التّحفّظ فيما بينهم ، فهو :
ممقر مرّ على أعدائه |
|
ولدى الأدنين حلو كالعسل (١) |
عاش وسيفه يقطر مهجا ، ويسيل دما ، من آل تميم وغيرهم من حملة السّلاح ، وكان لا يأخذ صلحا فيمن يقتله من آل تميم قطّ ، توفّي بتريم سنة (١٢٥٥ ه) بعد أن خبط الزّمان خبطا ، وضبط الرّجال ضبطا ، وكان كما قال بشّار [في «ديوانه» ١٤٥ ـ ١٤٦ من المتقارب] :
فتى لا يبيت على دمنة |
|
ولا يشرب الماء إلّا بدم |
يحبّ العطاء وسفك الدّما |
|
فيغدو على نعم أو نقم |
وتلقّى راية مجده باليمين ولده عبد القويّ وهو في إبّان البلوغ ، فكان كما قالت الخنساء [في «ديوانها» ٧١ من المتقارب] :
طويل النّجاد رفيع العما |
|
د ساد عشيرته أمردا |
وكما قال الرّضيّ [في «ديوانه» ١ / ٤٦٤ من البسيط] :
متيّم بالعلا والمجد يألفه |
|
وما مشى في نواحي خدّه الشّعر |
وقد برز به على قول المتنبّي [في «العكبريّ» ٢ / ٨ من الطّويل] :
أرى القمر ابن الشّمس قد لبس العلا |
|
رويدك حتّى يلبس الشّعر الخدّ |
__________________
(١) البيت من الرّمل ، وهو للبيد في «ديوانه» (١٣٣). ممقر : شديد المرارة.