وفي سنة (٧٨٧ ه) هجم آل الصّبرات على عينات وأخربوها (١) ، وقتلوا سبعة من آل كثير حواليها ، وساعدهم راصع على ذلك.
وفي سنة (٨١٧ ه) (٢) بنى آل كثير عينات ، ثمّ أخربها آل أحمد في تلك السّنة نفسها ، وقتلوا ثمانية : اثنين من آل كثير وخمسة عبيد ورام ، وكثيرا ما تقلّبت بها الأحوال ، وأضرّت بها الحروب الواقعة بين آل كثير وآل يمانيّ والصّبرات والغزّ ، حسبما فصّل بعضه في «الأصل» ، وقد اندثرت ولم يبق إلّا آثارها البالية ، هذه هي عينات القديمة.
وأمّا الجديدة : فأوّل من بنى بها ركن الإسلام ، وعلم الأعلام ، الشّيخ أبو بكر (٣) بن سالم بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الرّحمن السّقّاف ، المتوفّى بها سنة (٩٩٢ ه) ، وقد ترجمه الشّلّيّ في «المشرع» [٢ / ٥٨] و «السّنا الباهر» [حوادث ٩٩٢ ه] ، وأفرد مناقبه العلّامة ابن سراج وغيره بالتّأليف ، وهو بالحقيقة في غنى ـ بشهرته الّتي تغني ـ عن التّعريف.
تجاوز قدر المدح حتّى كأنّه |
|
بأكبر ما يثنى عليه يعاب (٤) |
وفي «الرّياض المؤنقة» للعلّامة السّيّد عليّ بن حسن العطّاس : (أنّ سيّدنا الشّيخ أبا بكر بن سالم ابتلي بعلّة البرص ، وأنّ تلميذه أحمد بن سهل بن إسحاق انتقده .. فأصابه الكثير من ذلك حتّى صار يقال له : هرّ اليمن) اه
ومن خطّ سيّدي عبد الرّحمن بن عليّ بن الأستاذ الحدّاد : (أنّ المتعلّق بالشّيخ مع البعد أحسن من الحاضر عنده ؛ لغلبة رؤية البشريّة على الحاضر ، وقد قال الشّيخ
__________________
(١) «شنبل» (١٤٦).
(٢) في المطبوع من «شنبل» (٨١٩ ه) (ص ١٦٣).
(٣) الإمام الجليل ، شيخ الإسلام ، الطود الأشمّ ، فخر الدنيا والدين .. مولده يوم السبت (٢٣) جمادى الأولى سنة (٩١٩ ه) ، ووفاته ليلة الأحد (٢٧) ذي الحجة سنة (٩٩٢ ه) أسس عينات الجديدة سنة (٩٤٦ ه) كما مال إليه بعض المؤرخين ، في سن مبكرة.
(٤) البيت من الطّويل ، وهو لأبي الطّيّب المتنبّي في «العكبريّ» (١ / ١٩٤).