التلبس ، مع كون الجري في غير حال النطق ، ولا حال العمل بالحكم ، بل بلحاظ ما سبقهما مما يطابق حال التلبس ، كما يظهر بملاحظة ما تقدم ، حيث يغني عن إطالة الكلام في ذلك.
نعم ، يحسن بسط الكلام في استدلالهم بما رواه الخاصة والعامة عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام في تفسير قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(١).
ففي صحيح هشام بن سالم : «قال أبو عبد الله عليهالسلام : الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات : فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ، ولم يبعث إلى أحد ، وعليه إمام ، مثل ما كان إبراهيم على لوط ، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك ، وقد أرسل إلى طائفة قلّوا أو كثروا كيونس ... وعليه إمام ، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة ، وهو إمام ، مثل أولي العزم. وقد كان إبراهيم عليهالسلام نبيا وليس بإمام ، حتى قال الله : إني جاعلك للناس إماما.
قال : ومن ذريتي؟ فقال الله : لا ينال عهدي الظالمين. من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» (٢).
وعن ابن المغازلي بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا دعوة أبي إبراهيم. قلت : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم : إني جاعلك للناس إماما ، فاستخف إبراهيم الفرح ، قال : ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله عزوجل إليه
__________________
(١) سورة البقرة الآية : ١٢٤.
(٢) الكافي ج : ١ ص : ١٧٤. باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة من كتاب الحجة حديث : ١.